إن الإيمان والتقوى بابا النعم ونقصهما مفتاح النقم: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]، البركة خير ونماء وانتفاع بالرزق واستقرار ورخاء .. البركة هي الأمان، ولا تكون إلا بالإيمان والتقوى.
الإيمان بالله قوة دافقة تجمع الجوانب القلبية والمشاعر في البشر، وتتجه بها إلى وجهة واحدة، إلى الله العظيم، الإيمان تصديق ويقين واستسلام وقول وعمل وعبودية لله رب العالمين، والتقوى يقظة واعية ومراقبة دائمة وتحرُّج من أي خطأ أو تقصير، وحين يجتمع الإيمان والتقوى وحين تتحقق العبودية لله وتسير النفس سيرة صالحة كما يرضى الله -عزَّ وجل-؛ فإنها تستحق رضا الله ومحبته؛ فتحفُّها البركة، ويعمُّها الخير ويظلُّها الفلاح.
إنَّها بركات عامة بكل أنواعها وألوانها وبكل صورها وأشكالها، البركة تكون مع القليل فيكْثُر ومع اليسير فينفع به؛ فيأتي الرزق ومعه الأمن والصلاح والرضا والقناعة والارتياح، وكم من أمة غنية قوية تعيش في شقوة وتعاسة، أمْنُها مهدد وأواصرها مقطعة، يسود الناس فيها القلق وينتظرهم الانحلال، وما الفائدة من قوة بلا أمن، ووفرة بلا رغد، وحاضر يترقبه مستقبل مجهول؟! وتلفت حولك في الأفراد والجماعات والشعوب والدول ترى الشقوة لَازَمَتْ من ابتعد عن الله، وترى الانهيار بلا إيمان والشقوة مع الوفرة وضيق العيش مع كثرة الخيرات.
إن البركات الحاصلة مع الإيمان والتقوى بركات بالأشياء، وبركات بالنفس، وبركات بالمشاعر، وبركات في طيبات الحياة، بركات تنمِّي الحياة وتُسْعِد الإنسان في هناء وطيب عيش، إنَّها ليست وفرة مع الشقوة ولا كثرة مع التردي.
للشيخ: صالح آل طالب -حفظه الله-
(بتصرف)
http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1243fv;m hgYdlhk ,hgjr,n
المفضلات