إعترض بعض السفهاء على الآية القرآنية الكريمة القائلة:
(َوَوهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{30} إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ{31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ{32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ{33
سورة (ص)
وقالوا بأنها تصف نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بالوحشية
حيث أنه قام بضرب أعناق وسوق الخيول لأنها ألهته عن ذكر الله
الرد بقلم الأخ الكريم ذو الفقار:
العجب العجيب في النصارى هو الاعتماد على التفسير الذي يروق لهم ولا يضعون في الحسبان ان التفاسير قد تصيب وقد تخطئ وقد اختلف العلماء قي تفسير الآية ولنستعرض معاني كلمات الآية
معاني المفردات:
{وَهَبْنَا} أعطينا ومنحنا
{الْعَبْدُ} الخاضع لربّه يعني سليمان
{إِنَّهُ} أي سليمان
{أَوَّابٌ} رجّاع إلى الله
{عُرِضَ} أمر
{عَلَيْهِ} على سليمان
{بِالْعَشِيِّ} هو ما بعد الزوال
{الصَّافِنَاتُ} هي الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وقد أقامت الرابعة على طرف الحافر استعداداً للجري
{الْجِيَادُ} جمع جواد أو جمع جود كثوب يطلق على الذكر والأنثى والمراد : السريع السابق الخفيف في الجري وهو بهذين الوصفين المحمودين فيها واقفة وجارية
{الْجِيَادُ} آثرت
{الْخَيْرِ} الخيل كما حكي عن قتادة والسدي وقيل المال والظاهر الأول
{حَتَّى} إلى أن
{تَوَارَتْ} اختفت واستترت
{ بِالْحِجَابِ} بما أشرف من الجبل أو الإصطبلات والظاهر الأول
{رُدُّوهَا} أرجعوها والضمير المنصوب للخيل والمأمور بالرد ساستها
{طَفِقَ} شرع
{مَسْحاً} إمراراً بيده على ما يلطّخ بالغبار لإذهابه وإزالته
{بِالسُّوقِ} جمع ساق وهو ما بين الكعب والركبة
{الأَعْنَاقِ} الرقاب.
: قوله {وَوَهَبْنَا} الواو استئناثية.
وقوله { نِعْمَ الْعَبْدُ} المخصوص بالمدح محذوف والتقدير هو أي سليمان.
وقيل المخصوص بالمدح داود والظاهر الأول.
وقوله {إِنَّهُ أَوَّابٌ} تعليل للمدح والضمير لسليمان
وقوله {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ} العامل في إذ قيل: اذكر, والمراد من ذكر الوقت ذكر ما وقع فيه.
وقيل: هو ظرف لأوّاب أو لنعم والظاهر الأول والضمير في عليه لسليمان وقوله {بِالْعَشِيِّ} الباء للظرفية.
والصافنات نائب فاعل وإنّما أخر للتشويق.
والصافنات الجياد وصفان يوصف بهما المذكر والمؤنث من الخيل
وقوله: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} التعقيب باعتبار أواخر العرض دون أوله.
وإنما أكد بأن للدلالة على أن اعترافه من صميم القلب و{حُبَّ الْخَيْرِ} مفعول به لأحببت لتضمنه معنى آثرت.
وعن للتعليل كقوله: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} وذكر ربي مصدر مضاف لفاعله أي آثرت حب الخيل بسبب ذكر ربي لها، وثنائه عليها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". ولعل سبب تسميتها بالخير لغلبة خيرها وجليل منافعها.
وقوله: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} حتى للغاية بمعنى إلى أن, وهذه الغاية لمقدر مفهوم من السياق تقديره: واستمرت تعرض عليه حتى توارت بالحجاب, والفاعل في توارت ضمير الصافنات الجياد.
وقول: {رُدُّوهَا عَلَيَّ} ضمير الفاعل للساسة وضمير المفعول للخيل، والكلام على إضمار القول، والجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً كأن سائلاً سأل: فماذا قال سليمان؟ فقيل: قال: ردّها، وقوله تعالى:
{فَطَفِقَ مَسْحاً} الفاء للعطف على مقدر مفهوم من السياق تقديره: فردوها فطفق مسحاً.. وإنما حذفت هذه الجملة لظهورها ولبيان سرعة الإمتثال كما في قوله: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}.
أي فضرب فانفجرت مننه وطفق من أفعال الشروع، ويندر أن يكون خبرها غير مضارع واسم طفق ضمير سليمان عليه السلام، ومسحاً مفعول مطلق لفعل مقدر هو خبر طفق، وتقديره فطفق يمسح مسحاً.
فإن قيل فيه حذف عامل المصدر المؤكد وهو ممتنع عند ابن مالك، أجيب بأنه ليس بمؤكد بل هو مفعول مطلق مبين للنوع لتعلق ما بعده به وهو بالسوق أي فطفق يمسح مسحاً كائناً بسوق الخيل وأعناقها.
وأعرب أبو البقاء {مَسْحاً} على أنه مصدر في موضع الحال أي ماسحاً وهو مردود لاحتياج طفق للخبر.
وإنما مسح سوقها وأعناقها لأن العرق أكثر ظهوراً فيها فتتلطخ بالغبار فصار عليه السلام لحبه لها ورفقه بها وشفقته عليها شمر عليها يده لإزالة ما تلطخ بها
وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى طريق شائكة فزعموا أن سليمان عليه السلام استعرض الخيل بعد الزوال حتى غابت الشمس ولها بها عن صلات العصر وكانت له، فقال للملائكة:
"ردوا الشمس علي" فردوها عليه فصلى العصر ثم شرع يقطع سوق الخيل وأعناقها لأنها هي التي شغلته عن الصلاة ثم تصدق بلحمها فأعطاه الله خيراً منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب. ويفسرون {أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} بأن معناها أحببت الخيل عن الصلاة .
وهذا باطل عاطل فما يكون لسليمان الذي قال الله فيه: {نِعْمَ الْعَبْدُ} أن يحب الدنيا وما فيها عن ذكر الله. وما يكون لسليمان أن يقطع سوق الخيل وأعناقها. وما ذنب الخيل إن كان سليمان اشتغل عن صلاة العصر كما يذهب هؤلاء؟
والله تعالى يقول: {مَسْحاً} ويأبى هؤلاء إلاّ أن يقولوا قطعاً.
وهذا السياق وجدته مناسبا تماماً لما أنا معه في تفير الآيات وهو من كتاب أضواء في التفسير وكما ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية لتفسير الآية
"وأما عن تفسير قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ . إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ . فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ . رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ}(ص 30-33):
فالذي نميل إليه في تفسيرها - والله أعلم - ما ذكره الإمام الرازي رحمه الله تعالى من أن رباط الخيل كان مندوبًا إليه في شريعتهم كما هو مندوب إليه في شريعتنا، ولما احتاج سليمان عليه السلام إلى الجهاد أمر بإحضار الخيل وجعلها تعـدو
وقال: إني لا أحبها لأجل الدنيا وحظ النفس وإنما أحبها لأمر الله وتقوية دينه وهـذا هو المـراد بقوله تعالى : {عَن ذِكْرِ رَبِّي}،
ثم أمـر بإعدائها حتى توارت بالحجاب ، ثم بردها إليه ، فلما عادت إليه طَفِق يمسح سُوقَها وأعناقها ؛ عنايةً بها لكونها من أعظم عُدَد الجهاد ؛ وإعلامًا بأن من الحَزْم مباشرة الوالي للأمور بنفسه كلما استطاع ؛
ولأنه كان أعلم الناس بأحوال الخيل ومحاسنها ، وعيوبها وأمراضها ، فكان يمسحها حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض . وفي هذا من الدلالة على الرفق بالحيوان والرحمة به ما لا يخفى ."
ومن كتاب العظمة
"وأما قول الله تعالى: إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فالصافنات هي الخيل، ذكر بعض المفسرين أنه مرة استعرضها وأخذت تعرض عليه في العشي فانشغل عن أوراده وانشغل عن الأدعية التي كان يدعو بها في ذلك المساء فقال: رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ أي طفق يضرب أعناقها ويضرب سوقها لأنها شغلته عن ذكر الله تعالى فعوضه الله تعالى بالريح، سخر له بعد ذلك هذه الريح ولكن أنكر ذلك بعض العلماء، وقالوا: كيف يقتلها وهي لا ذنب لها ولو كانت ملكه فإن في هذا إفسادا لماليتها؛ وفسروها بأنها طفق مسحا بالسوق والأعناق أنها لما ردت إليه جعل يمسح سوقها يعني قوائمها ويمسح أعناقها بيده ويدعو لها وهذا هو الأقرب لا أنه أمر بقتلها، وقد ذكر الله تعالى أنه منَّ عليه فهو أنه قال: هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ فنقول: إن هذا هو الحق يعني الذي ثبت في قصته وأن ما زاد على ذلك فليس بصحيح. "
إنتهى
v]: hgrvNk dwt sgdlhk fhg,padm (ugdi ,ugn kfdkh hgwghm ,hgsghl)
المفضلات