صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: كُنا وصِرنا

 
  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي كُنا وصِرنا


    كُنّا وصِرنا (١)




    سلسة من المقالات على شكل حلقات أسبوعية بعنوان “كنا وصرنا
    وهي وقفات وصور لدولة الخلافة ورجالها الابرار في شتى مجالات الحياة لنقارنها بواقعنا المتردي اليوم لنضعكم
    على طريق العزة والمنعة والرفعة سائلين الله تعالى ان يُبصّرنا سبيل الرشاد وان يتقبل منا الاعمال والخواتيم انه سميع مجيب الدعاء.


    كُنّا وصِرنا (١)


    كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
    كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
    كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
    كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
    كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ


    كنا غزاة أهل حق لم نوالي من كفر
    يَرْووْنَ أنَّ جُدُودَنا كَانُوا فَخَاراً للبِشَرْ
    كُانُوا غُزَاةً أهلَ حَقٍّ لم يُوَالوا مَنْ كَفَرْ
    سَادُوا بِعِزَّةَ دِيْنِنَا ، نُورٌ تَمَدَّدَ وَانتَشَرْ
    مَجْدٌ أَضَاءَ الأَرْضَ فَانْشَرَحَتْ بِأضَواءِ القَمَرْ
    وَالشَّمْسُ تَحْمِلُ دِفأَهُ عِنْدَ الغُرُوبِ وَفِيْ السَّحَرْ
    تُلقِيْ مَدَارَ اليَوْمِ آياتٍ بِهَا الكُفْرُ انْحَسَرْ



    أخواني الكرام:
    لما كان يحكمنا خليفة واحد بدولة واحدة يطبق علينا حكم الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سدنا الدنيا وما فيها ولم تبقِ الأرض شيئاً
    من خيراتها إلا وأخرجته ولم تبقِ السماء شيئاً من خيراتها إلا وأنزلته .



    قال هرقل وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم:
    ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم، أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى، قال:
    فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن منهم أضعافاً في كل موطن، قال: فما بالكم تهزمون؟ فقال شيخ من حكمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل
    ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم، ومن أجل أننا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام
    وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض. فقال هرقل: لئن كنت قد صدقتني ليرثن ما تحت قدمي هاتين!


    يَرْوُوْنَ أَنَّ جُيُوْشَنَا دَحَرَتْ هِرَقْلَ إِلىْ المَفَرّْ
    أَنَّا انْتَصَرْنا فِيْ الحُرُوْبِ عَلىَ الفِرَنْجَةِ وَالتَّتَرْ
    وَبِأَنَّنَا الجَيْشُ الذِيْ سَبَقَ المَسَافَةَ وَالأَثَرْ
    وَخُيُوْلُنَا تَغْدُوْ وَتَعْدُوْ فِيْ الوَغَىْ كَرّاً وَفَرّْ
    قَدَحَتْ سَنَابِكُهَا عَلىْ صَخْرِ الجَهَالَةِ بِالشَّرَرْ
    فَأَضَاءَتِ الأَمْصَارُ نُوْراً كَالصَّبَاحِ إِذَا انْفَجَرْ
    وَالبَرُّ تَحْفَظُهُ العَسَاكِرُ وَالثُّغُوْرُ لَهُمْ مَقَرّْ
    وَالبَحْرُ تَحْمِيْهِ الأَسَاطِيْلُ العَظِيْمَةُ وَالخَفَرْ
    فِيْ الشَّرْقِ أَوْ فِيْ الغَرْبِ سَارَتْ حَيْثُمَا حَطَّ البَصَرْ
    حَتَّى بَلَغْنَا الشَّرْقَ وَالشَّعْبَ الذِّيْ عَبَدَ البَقَرْ
    وَالصِّيْنُ تُرْسِلُ لِلأَمِيْرِ تُرَابَها حَتَّىْ يَبَرّْ
    وَجُنُوْدُنا غَرْباً عَلىْ أَسْوَارِ فِيْنا كَالزُّمَرْ
    وَحَوَاضِرُ الوَادِيْ الكَبِيْرِ شُهُوْدُ تَصْدِيْقِ الخَبَرْ


    كان أجدادنا متفوقين في شتى مجالات الحياة، وكان لنا السبق في كل جديد، فمن رعاية الرعية الى رعاية البهائم والدواب, وإن سألت
    عن ذلك،ستشير إليها تلك الناقة الدبرة التي كان عمر رضي الله عنه يدخل يده في دبرها لعلاجها وهو يقول: إني لأخشى الله أن يسألني عن هذه.


    حاولت أن أجول ببصري لأبحث عن البغلة التي قال عنها رضي الله عنه: والله لو عثرت بغلة على شط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنها
    لِمَ لَمْ تسوِ لها الطريق يا عمر؟؟ فلم أجدها قد عثرت بل كانت تنعم آمنة في مرعى خصيب.


    وَأَمِيْرُنَا المُْختَارُ يَفْتَرِشُ الثَّرَىْ تَحْتَ الشَّجَرْ
    يَرْعَىْ الرَّعِيَّةَ مُخْلِصاً لا كِبْرِياءَ وَلا بَطَرْ
    وَيُوَزِّعُ الأَفْياءَ عَدْلاً وَالعَطَايا وَالثَّمَرْ
    مَا خَاضَ فِيْ مَالِ الغَنَائِمِ وَالزَّكَاةِ وَمَا عَشَرْ
    وَيَقُوْلُ لَوْ شَاةٌ تَرَدَّتْ أَوْ إِذَا بَغْلٌ عَثَرْ
    شَخلَِيْتُ أُسْأَلُ: كَيْفَ تَتْرُكُهَا فَتَعْثَرَ يَا عُمَرْ؟


    ولما ذهبت الى العراق لأبصر حاله لم أجد جيّاعاً ولا أحزاناً، بل رأيت المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يكسوها بعدله في الكوفة, واليوم يسيل الدم
    فيها انهارا بل ووصل فيها الحال ان بال اعداء الله على القرآن وقبّلت حرائر المسلمين أيادي الامريكان متوسلة ذليلة تستجدي عطفهم ورحمتهم .


    عدت بطرفي الى الأقصى فرأيته أشمخ ما يكون ولم يمضِ على فتحه سوى سنوات يسيرة ولم يزل وشاح العزِّ يلوح عليه من بعيد،وأهله من حوله في سرورٍ, أما إن سألت عن يهود فلا أثر ولا عين, واليوم تقف جندية روسية لم تبلغ العشرين من عمرها تتحكم في رقاب الالاف منكم ايها الناس فمن راق لها وجهه ادخلته ومن لم يعجبها وجهه اعادته.


    وأما أهل النفاق والإلحاد ومثيري الشبهات فلم يطمعوا برفع رؤوسهم بعد أن اخذوا الدرس والعبرة من درة عمر التي عملت
    عملها في ظهرالأصيبيغ فكان لهم فيه عبرة، فلم يتطاولوا على دين الله فباب الفتنة لم يكسر بعد.
    وبعد ان توفي عمر رضي الله عنه قيل للأصيبيغ : قد مات من خفت منه وضربك لإثارتك الفتنة، فقم واخرج، فقال الأصيبيغ بعد أن وضع يده
    على ظهره متذكراً حاله في السابق: لا علمني الرجل الصالح.
    حاولت أن أنهي هذا الحلم الجميل فتزاحمت أمام ناظري صور عديدة اليوم عن حالنا المتردي: من هدم لدولة الخلافة الإسلامية وتهافت علماؤنا وركوعهم تحت نعال حكامنا والتصاق الناس الى الدنيا الزائلة وتدنيس الأقصى ووحشية يهود والى جياع العراق وضحايا الاضطهاد في كشمير والشيشان وفلسطين وافغانستان فلا سيف للإسلام ولا عزة.


    أما قاصمة الظهر وثالثة الأثافي فهي عدم العمل لإقامة دولة الخلافة التي تغير حالنا هذا كلياً الى العز والمجد, فكثير من الناس
    مازال نائماً,فكرون في بناء بيت او تزويج ابنائه او شراء سيارة وان اراد العمل للامة الاسلامية فأكثر ما يقوم به الحج او بناء مسجد!!



    وتساءلت أخيراً: أما لهذا الليل من آخر؟؟؟
    لم أستمر طويلاً في هذا التساؤل فسمعت صوتاً من أعماقي يهزني ويذكرني بوعد الله : « وَعَدَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّا اِحلَتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
    ولكن التمكين لهذا الدين لا يتحقق بالمعجزات السحرية والأماني الباطلة والتباكي على ما مضى فما بقي الاسلام بعد محمد صلى الله عليه



    وسلم الا بثلاثة أمور:
    أولاً: بتوفيق الله عزَّ وجلّ
    ثانياً : بصحابة كرام ورثوا هذا الدين عنه وفهموه كما فهمه صلى الله عليه وسلم.
    ثالثاً : ودولةٌ طبقت قرآن الله وسنة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم حملت لنا الاسلام كعقيدة ونظام وفكرة وطريقة.
    فانفض عنك أخي المسلم غبار اليأس وثق بأنك إن كنت مع الله كان الله معك.
    واخلع عنك رداء الأنانية وأعلم أن مصلحتك الحقيقية هي التضحية في سبيل الله .
    ما عندكم ينفذ وما عند الله باق.
    وأنبذ كل تبعية لأي فكر غير الفكر الإسلامي وتحدَ أفكار الكفر ولا تسكت
    وضع يديك بيد الفئة العاملة المؤمنة المخلصة لإعزاز هذا الدين فالعمل الفردي لا ينتج، قال صلى الله عليه وسلم : لا يأكل الذئب إلا من الغنم القاصية.


    رَبَّاهُ مَا كَانَ اعْتِراضاً أَوْ جُحُوداً بِالقَدَرْ
    لَكِنَّها أَصْداءُ قَلْبٍ فَاضَ شَوْقاً فَانْفَجَرْ
    مَا زَالَ يَنْبِضُ بِاليَقِيْنِ وَبِالحَقِيْقَةِ قَدْ أَقَرّْ
    هِيَ سُنَّةٌ أَيْقَنْتُها ، لِلدَّهْرِ يَا قَلبِيْ غِيَرْ
    وَغَداً سَنَعْلَمُ مَا مَذَاقُ النَّصْرِ ، مَا طَعْمُ الظَّفَرْ
    سَنُعِيْدُ أَلوَانَ السَّعَادَةِ مِثْلَما الصُّبْحُ انْفَطَرْ
    وَنُجَدِّدُ الدُّنْيا كَمَا كَانَتْ بِأَنْغَامِ السَّحَرْ
    وَنَرُدُّ لِلكَوْنِ المُلَوَّثِ صَفْوُهُ بَعْدَ الكَدَرْ
    فَتَفِيْضُ بِالخَيْرِ السَّمَاءُ وَبِالبِشَارَةِ وَالمَطَرْ
    هَذَا جَزَاءُ العَامِليْنَ بِهِ يُكَلَّلُ مَنْ صَبَرْ
    وَعَطَاءُ رَبِّ العَالمَ هِيَ الجِنَانُ ِملَنْ شَكَرْ
    وَقُلْ اعْمَلُوْا وَتَيَقْنُوْا .. فَلَسَوْفَ يَحْصِدُ مَنْ بَذَرْ

    الكاتب: تراب

    يُتبع مع
    كُنّا وصِرنا ( 2)

    ;Ekh ,wAvkh






  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (٢)

    كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
    كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
    كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
    كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
    كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ




    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
    هكذا كنا يوم أن اعتز المسلمون بدينهم وطبقوا شرعة الله وحملوا رسالته فأعزهم الله ورضي عنهم وقذف في قلوب أعدائهم المهابة منهم…

    هكذا كنا يوم كانت دولة الخلافة قائمة تطبق شرع الله يستوي فيها الخليفة وعامل النظافة, وابن القاضي مع ابن الفقير هذا ان كان في الدولة فقراء.
    وصرنا غثاء كغثاء السيل لا قيمة له ولا وزنا يهيننا اراذل الارض ويعيثون فينا الفساد والقتل والدمار. مزقنا شر ممزق بل تهنا أكثر مما تاه بنو اسرائيل في التيه, وكل ذلك لغياب دولة الخلافة الاسلامية وسلطان المسلمين الحامي لاعراضهم وحاقن دمائهم. عن أنس ‏قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( … إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض )‏.‏ كنز العمال

    ولا أدل على ذلك العزّ والمنعة الذي كنا به هو فتح طليطلة والتي كانت دار الملك بالأندلس يومئذ, وكان بها بيت مغلق متحامي الفتح يلزمه ويحرسه من ثقات القوط قوم قد وكلوا به كي لا يفتح, وقد عهد الأول في ذلك إِلى الآخر، فكلما قصد منهم ملك أتاه أولئك الموكلون بالبيت فأخذوا منه قفلاً وصيَّروهُ على ذلك الباب من غير أن يزيلوا قفل من تقدمه؛ فلما قعد «لُذَريق» أتاه الحراس يسألونه أن يَقْفِلَ على البابِ، فقال لهم: لا أفعل أو أعلم ما فيه، ولا بد لي من فتحه، فقالوا له: أيها الملك، إنه لم يفعل هذا أحدٌ ممن قبلك، وتناهوا عن فتحه، فلم يلتفت إِليهم ومشى إِلى البيت وظن أَنَّهُ بيت مال، ففضّ الأقفال عنه ودخل، فألفاه فارغًا لا شئ فيه، إِلا تابوتًا عليه قفل، فأمر بفتحه، فألفاهُ أيضًا فارغًا إِلا لوحة مُدّرجَة قد صورت فيها صور المسلمين عليهم العمائم وتحتهم الخيول، متقلّدي السيوف، رافعي الرايات على الرماح، وفي أعلاها أسطر مكتوبة بالأعجميّة، فَقُرِئَت فإذا فيها: «إِذا كُسِرَتِ الأقفالُ عن هذا البيتِ وَفُتِحَ هذا التابوتُ فَظَهَرَ ما فيهِ من هذه الصور فإنَّ هذه الأمة المصوّرة في هذه اللوحة تدخل الأندلس، فتغلب عليها وتملكها». فَوُجِمَ «لُذَريق» وَنَدِمَ على ما فعل. وفي رواية اخرى: « أصابه الهمّ والغمّ والحزن الشديد بعد هذه الحادثة».
    ذكره المقري في نفح الطيب/ والقلقشندي في صبح الأعشى ج1

    وإلى لقاء آخر أخواني الكرام في سلسلة حلقات كنا وصرنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يُتبع مع
    كُنّا وصِرنا ( 3)






  3. #3
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    كُنّا وصِرنا ( 3)


    كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
    كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
    كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
    كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
    كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    في القرنِ التاسعِ الميلاديِ وبالتحديدِ سنةَ ثمانِ مئةٍ وسبع، أرسل الخليفةُ العباسيُّ هارونُ الرشيد، هديةً عجيبةً إلى شارلمانَ ملكِ الفِرَنجةِ وكانت هذه الهديةُ ترمُزُ إلى مدى الرُّقيِّ والتطورِ المدنيِ الذي سَمَت به دولةُ الخلافة آنذاك. فكانت عبارةً عن ساعةٍ ضخمةٍ بارتفاعِ حائطِ الغرفة، تتحرك بواسطةِ قوةٍ مائيّةٍ، وعند تمامِ كلِّ ساعةٍ يسقُط منها عددٌ معيَّنٌ من الكُراتِ المعدنية، بعضُها في أَثَرِ بعض، بعددِ الساعاتِ فوقَ قاعدةٍ نُحاسيّةٍ ضخمة، فيُسمَعُ لها رنينٌ موسيقيٌّ يُسمع دَوِيُّهُ في أنحاءِ القصر.. وفي نفس الوقتِ يفتحُ بابٌ من الأبوابِ الاثْنَيْ عَشَرَ المؤديةِ إلى داخلِ الساعة، ويخرجُ منها فارسٌ يدورُ حول الساعةِ ثم يعودُ إلى حيثُ خرج، فإذا حانتِ الساعةُ الثانيةَ عَشْرَةَ يخرجُ من الأبوابِ اثنا عَشَرَ فارساً مرَّةً واحدة، ويدُورُون دورةً كاملةً ثم يعودونَ فيدخلونَ من الأبوابِ فتُغلَقُ خلفَهُم.

    كان هذا هو الوصفَ الذي جاء في المراجعِ الأجنبيةِ والعربيةِ عن تلك الساعةِ التي كانت تُعَدُّ وقتَئِذٍ أُعجوبةَ الفنّ، فأثارت دهشةَ الملكِ وحاشيتِه.. ولكنَّ رُهبانَ القصرِ اعتقدوا أن في داخلِ الساعةِ شيطاناً يحرِّكُها.. فتربّصوا به ليلا، وأحضَرُوا الفُؤُوسَ وانهالوا عليها تحطيماً إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئاً». انظُروا يرحمْكُمُ اللهُ إلى هذا الجهلِ الذي كانت أوروبّا تَغُطُّ فيه.


    ولقد اشتُهِر العديدُ من علماءِ المسلمين بعِلْمِ الحِيَلِ أو علمِ الميكا###ا ومِن أساطينِ هذا العلم، العالمُ المهندسُ بديعُ الزمان الجَزَرِيُّ شيخُ علماءِ المسلمين في علمِ الحِيَل، وقد ألّف كتابَ «الحيلُ: الجامعُ بين العلمِ والعمل « ويُسمّى في أوروبّا (الحيلَ الهندسيةَ) وهو من أدقِّ الكتبِ وصفاً وشرحاً وتفصيلاً ومُحلَّى بلوحاتٍ ملوَّنةٍ فيها وصفٌ لآلاتِهِ واختراعاتِه، وما زالت بعضُ النسخِ الأصليةِ من هذا الكتابِ موجودةً في متاحفِ أوروبّا.

    والجزرِيُّ هو أوّلُ من اخترعَ الإنسانَ الآليَّ المتحركَ للخدمةِ في المنزل, لا تعجبوا إخواني الكرام… نعم هو أوّلُ من اخترعَ الإنسانَ الآليَّ المتحركَ للخدمةِ في المنازل, حيث طَلَبَ منه الخليفةُ أن يصنعَ آلةً تُغْنِيهِ عن الخَدَمِ كلما رَغِبَ في الوضوءِ للصلاة، فصنعَ له آلةً على هيئةِ غُلامٍ منتصبِ القامَةِ وفي يده إبريقُ ماءٍ وفي اليدِ الأخرى مِنْشَفَةٌ وعلى عَمامتِهِ يقفُ طائرٌ، فإذا حان وقتُ الصلاةِ يُصَفِّرُ الطائرُ ثم يتقدَّمُ الخادمُ نحوَ سيدِهِ ويَصُبُّ الماءَ من الإبريقِ بمقدارٍ معيّن، فإذا انتهى من وُضوئِهِ يُقدِّمُ له المنشفةَ ثم يعودُ إلى مكانِهِ والعُصفُورُ يُغرِّد.

    ولو ذهبنا إلى وسائلِ الرَّيِّ والفِلاحةِ فسيُحدِّثُنا عن ذلكَ سورُ صلاحِ الدين، الذي يجلِبُ الماءَ من النّيلِ إلى قمّةِ جَبَلِ المُُقطَّمِ وطواحينُ الماءِ والهواء. كما وعُمِلَتْ شبكةُ مواسيرَ للمياهِ تُوصِلُ المياهَ إلى البيوت، وتمّ بناءُ النَّوافيرِ داخلَ القُصورِ كما في نوافيرِ الماءِ الراقصةِ في قصرِ الحمراء.
    إن أوَّلَ المُدنِ في التاريخِ تستعمِلُ شبكاتِ مواسيرِ المياهِ المعدنية، وذلك قبلَ أوروبّا بعدةِ قرونٍ وما زالت إحدى هذه الشبكاتُ حتى اليومَ موجودةً في مدينة (عَنْجَرَ) شرقِيِّ لبنانَ، وقد أقامها الأمويُّونَ في عهدِ الخليفةِ عبدِ الملكِ بْنِ مروان.


    وتُحدِّثُنا كتبُ التاريخِ عن الكثيرِ من الاختراعاتِ العجيبةِ في قُصورِ الخلفاءِ وعلماءِ المسلمين، فمِنْ ذلك أنَّ أحدَ الخلفاءِ كان مُصاباً بمرضِ الأَرَقِ (وهو عدمُ النَّوم)، فصَنعَ له العلماءُ فِراشاً من الزِّئبقِ فوقَ بُحيرةٍ لتساعِدَهُ على النوم, وللعلمِ إخواني الكرام، أنَّ هذا الاختراعَ تمَّ اكتشافُهُ حديثاً أي حوالَيْ قبلَ أربعين عاما.

    كذلك قدَّمَ الجزريُّ في كتابِهِ خمسَ آلاتٍ مختلفةٍ لرفعِ المياهِ من أعماقِ البحارِ والأنهارِ بالجُهدِ اليسير، وكان له الفضلُ في ابتكارِ مَضخّاتِ سحبِ البِترولِ من الأعماق، وهذا قليلٌ من كثيرٍ ممّا لا يتجمَّعُ المَقامُ لشرحِهِ.

    وجاء في وصفِ مقصورَةِ جامعِ مرّاكِشَ المصنوعةِ أيامَ الموحِّدينَ أنها كانت تتحركُ جُدرانُها ومِنبرُها فتتحركُ بمجردِ أن تلمِسَ رِجلُ الخليفةِ الأزرارَ الموضوعةَ في المَدخلِ الخاصِّ عند دخولِهِ المقصورة، وكانت هذه المقصورةُ تُدارُ بِحِيَلٍ هندسية، بحيث تنصَبُّ إذا استقرَّ المنصورُ ووُزراؤُهُ بِمُصَلاّهُ للحمايةِ وتختفي إذا ذهبوا.

    أيها المسلمون:
    هذه بعض من أمجاد الخلافة في الأشكال المدنية المحسوسة التي تستعمل في شؤون الحياة, يوم كنا خير أمة أخرجت للناس. ولا أدل على ذلك تصريح هنري دي شامْبُونْ مديرِ مَجلةِ ريفي الفَرَنْسِية في فجيعةِ بلاطِ حيث قال: ( لولا انتصارُ جيشِ « شارلْ مارْتِل « الهمجيِّ على العربِ المسلمينَ في « فرنسا « لَما وَقَعَتْ بلادُنا في ظُلُماتِ القرونِ الوسطى . نعَمْ ، لولا ذلك الانتصارُ الوحشيُّ على المسلمين في « بْوَاتِييهْ « لظلَّتْ « إِسبانيا « تنعُمُ بسماحةِ الإسلام, ولَنَجَتْ من وَصْمَةِ جرائمِ الإبادةِ ومحاكمِ التفتيشِ التي ارتكبَها الإسبانُ ضدَّ المسلمين. فنحن مَدينونَ للمسلمين بكل مَحامِدِ حضارَتِنا في العلم، والفنِّ، والصناعة. انتهى كلامه

    إخواني الكرام:
    إن سِيَرَ هؤلاءِ الأخيارِ لا تُملّ, وإنّ القليلَ الذي عَرَضْناهُ لا يُغني عن الكثيرِ الذي أغْفَلْناه, فلا بد من الاستزادةِ من هذا المَعينِ الذي لا ينضَبُ ولكننا لا نودُّ الإطالةَ فتَمَلُّوا, ويبقى شوقُنا عظيماً لمعرفةِ المزيدِ عن دولةِ الخلافةِ التي كانت متفوِّقةً في كل شيءٍ عن سائرِ الدولِ والمجتمعات, فبينما كانت شوارعُ المسلمينَ تُنارُ بالزيت، كانت شوارعُ أوروبّا تَغُطُّ بالظلامِ الحالك.

    فلا تكونوا أيها المسلمون مَنْ تُضيِّعُوا كلَّ هذا التعبِ والجُهدِ وحَمْلِ الرسالة, بل صُونُوها واعملوا على إقامَتِها فاللهُ سائِلُكُمْ عمّا استرعاكم وعن هذه الأمانة.





  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (٤)



    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    اخرج ابن جرير وابو نعيم عن عمير الصائدي قال: لما أقحم سعد الناس في دجلة اقترنوا أي انقسم الجيش كل اثنين مع بعضهما البعض فكان سلمان قرين سعد إلى جانبه يسايره في الماء وقال سعد ذلك تقدير العزيز العليم والماء يطمو بهم وما يزال فرس يستوي قائما إذا أعيا ينشز له تلعة فيستريح عليها كأنه على الأرض فلم يكن بالمدائن أمر أعجب من ذلك وكان يدعى يوم الجراثيم, لا يعيى احد إلا نشزت له جرثومة (تلّة من التراب) يستريح عليها. وعند ابو نعيم في الدلائل عن حبيب بن أصفهان ابي مالك قال: لما عبر المسلمون يوم المدائن دجلة فنظر إليهم العدو يعبرون جعلوا يقولون بالفارسية: ديوانند ( أي عفاريت) فقال بعضهم لبعض: إنكم ما تقاتلون الإنس, وما تقاتلون إلا الجن! فانهزِموا.

    هذه صورة واحدة من صور مهابة أعدائنا منا يوم كانت لنا دولة, وأي دولة! الدولة الأولى في العالم, يوم كانت الأمم تخشى قوتنا وعظماء الأرض تنحني لعزتنا.
    كُنّا نُسمى بالعفاريت!! لجرأتنا على الموت في سبيل الله, غير مبالين أوقعنا عليه أم وقع علينا.


    أما اليوم, فماذا عسانا نقول؟!
    خسرنا مهابتنا في قلوب أعدائنا بخسراننا خلافتنا, حتى بِتنا أكثر أهل الأرض ذبحا وتقتيلا وضياعا وتشرذما.
    ورغم أننا في ذل وهوان ولسنا في عز وتمكين ويستوجب علينا أن نبحث عن ما يعيدنا لسابق عهدنا إلا أننا أصبحنا أشد ظلماً لأنفسنا ولهواً بدنيانا وانغماساً بالترف وانشغالاً عن قضايانا وركضاً خلف الدنيا الواهية إلا من رحم ربي. فلا حل لنا إلا بإعادة دولة الخلافة الإسلامية.


    فالخلافة الاسلامية دولة كل المسلمين, ومطلب لهم, وواجب في اعناقهم, فالمسلم في امريكا كالمسلم في اوروبا, والمسلم في الصين كالمسلم في المغرب. والخلافة هي ليست دولة عرق او حزب او نسب فلا فضل لاحد على اخر الا بالتقوى.
    ماذا عسى سعد بن أبي وقاص أن يقول اليوم لو رأى أمة محمد صلى الله عليه وسلم تنهش بها أمم الكفر والطغيان من يهود ونصارى كما تنهش الكلاب المسعورة على الجيفة الميتة, يقتلون شيوخهم, ويأسرون شبابهم, وينتهكون حرماتهم, ويهدمون مساجدهم والأمة غافلة!!!

    فالخلافة الاسلامية التي ما تخيّل الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين أن تُهدم في يوم من الأيام ها هي غائبة أكثر من 84 عاما…
    وفي فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وأوزباكستان وكشمير والفلبين وغيرها دماء تسيل ونساء ترمل وأطفال ييتمون, مآسي يندى لها الجبين… بلغت أعداد القتلى منا أكثر من مليوني مسلم خلال عشر سنوات فقط!!!


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل يا رسول الله: فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ))





  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (٥)


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

    إنّ قيام دولة الخلافة يعني انعتاق الأمة الإسلامية من ربقة الكافر المستعمر وتطهير بلاد المسلمين من نفوذهم وإخراج كافة الدول المتصارعة صاحبة النفوذ والقوة والمال من هذه المنطقة بأسرها. و بما أن الدول الاستعمارية كانت ولا زالت تعيش على أموال غيرها وتعتمد على غيرها وتسخر غيرها لتحقيق مصالحها وحماية كيانها. وشريان حياتها يتصل بالشرق الأوسط والقارة الإفريقية أي ببلاد المسلمين تستمد منها مادة حياتها ومقومات بقائها. فإنها لن تعيش بدون هذا الشريان الحياتي المهم الذي سينقطع إثر البيان الأول لخليفة المسلمين.

    إن الأنبوب الضخم الواسع والشريان الحيوي الدفاق الذي كانت ولا زالت الدول الاستعمارية تستمد بواسطته الدم الذي يسرى في عروق شعوبهم من منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية والتي ستكون ضمن حاضرة الخلافة بعد قيامها, سوف ينقطع, ويتبدل الاحمرار الذي يعلو وجوه الأسياد الأمريكان والإنكليز و الفرنسيين والروس بدكنة الاختناق وصفرة الموت, وتنقشع حينئذ سحابة هارون الرشيد من سمائهم لتعود لموقعها الطبيعي في بلاد المسلمين. وبالمقابل سيملك المسلمون أمرهم ويحفظوا أموالهم وثرواتهم الثمينة والتي كانت نهبا للكفار تحت سمع المسلمين وبصرهم وسوف يتحقق النموّ الاقتصادي في الزراعة والصناعة و تضمن الحاجات الأساسية للأفراد فرداً فردا وفق عدل الإسلام.

    يذكر ابن خلدون في مقدمته أن ما حمل إلى بيت المال ببغداد أيام الخليفة العباسي المأمون من مختلف الولايات الإسلامية في آسيا و أفريقيا يعادل 70 مليار دولار و1700 طن ذهبا ، وذكر من البلدان و النواحي : أرض السواد ، كنكر ، حلوان ، الأهواز ، فارس ، كرمان ، مكران ، والسند وما يليه ، سجستان ، خراسان ، جرجان ، قو مس ، طبرستان ، نهاوند ، السري ، وهمدان وما بين البصرة و الكوفة ، والموصل وما يليها ، واذربيجان و الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات ، أرمينيا ، قيسرين ، ، ودمشق ، الأردن ، فلسطين ، مصر ، برقه ، إفريقيا ، اليمن ، الحجاز .

    وذكر من أنواع المال : الدراهم و الدنانير ، الثياب ، والحلل ، والسكر ، والزيت ، والتمر ، والعسل ، رب الرمان ، البسط ، البغال وغير ذلك.
    ترى لو كان للمسلمين اليوم خلافة راشدة على منهاج النبوة ورزقهم الله بخليفة أمين حافظ لثروات الأمة و التي منها اليوم النفط و المعادن وغير ذلك فهل يبقى في دار الإسلام فقير واحد ؟؟؟؟,
    وسأسوق لكم مثالا على السعة والرخاء والبركة والهناء الذي كان يتمتع بها المسلمون زمن الخلافة, من سيرة عمر بن عبد العزيز والذي لم يجدوا في دار خلافته فقيراً واحداً يستحق الزكاة

    قال حسن القصاب رأيت الذئاب ترعى مع الغنم بالبادية في خلافة عمر بن عبد العزيز فقلت سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها فقال الراعي إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس وقال مالك بن دينار لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة عدله كف الذئاب عن شائنا. رحم الله عمر وعجّل لنا بالنظير في وقت قريب.





  6. #6
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (٦)


    كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
    كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
    كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
    كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
    كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

    سنتكلم الليلة عن حادثة ضربت لنا مثالا عظيما عن عزة المسلمين وقوتهم يوم ان طبقوا حكم الله من خلال دولة الجهاد:
    خرج ملك الروم من القسطنطينية في ست مئة ألف مقاتلا خارجا لقتال المسلمين ، فكانوا لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، بل كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، وكراديس يتلو بعضها بعضا كالجبال الشوامخ ، وقد أعدوا من السلاح، والآلات لفتح الحصون ما يعجز الوصف عنها.

    وكان القائد المسلم التركي ألب أرسلان سلطان العراق والعجم يومئذ، قد جمع وجوه مملكته، وقال : قد علمتم ما نزل بالمسلمين، فما رأيكم ؟ قالوا: رأينا لرأيك تبع، وهذه الجموع لا قبل لأحد بها، قال : وأين المفر؟ لم يبق إلا الموت، فموتوا كراما أحسن، قالوا : أما إذا سمحت بنفسك فنفوسنا لك الفداء، فعزموا على ملاقاتهم، وكان المسلمون اثنا عشر ألفا من الفرسان. فاصطف الجيشان، ثم قال : بسم اللّه وعلى بركة اللّه احملوا معي، ولا يضرب أحد منكم بسيف ولا يرمي بسهم إلى أن أفعل وحمل وحملوا معه حملة واحدة خرقوا صفوف المشركين، صفا بعد صف لا يقف لهم شيء حتى انتهوا إلى سرادق الملك فما شعر حتى قبضوا عليه، وقتلوا كل من كان حوله، وقطعوا رأس احد الكفار فرفعوها على رمح وصاحوا قتل الملك لبث الرعب بين جيش العدو، فولوا منهزمين . وجلس ألب أرسلان على كرسي الملك وعلى فراشه، وأكل من طعامه، ولبس من ثيابه وأحضر الملك بين يديه، وفي عنقه حبل، فقال الب ارسلان : ما كنت صانعا لو ظفرت بي ؟ قال : أو تشك أنت في قتلك حينئذ؟ قال ألب أرسلان : وأنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا فبيعوه، فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه، ينادى عليه بالدراهم والفلوس، فما يشتريه أحد . حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل، فقال : إن بعتمونيه بهذا الكلب اشتريته، فأخذوه، وأخذوا الكلب وأتوا بهما إلى ألب أرسلان، وأخبروه بما صنعوا به وبما دفع فيه، فقال : الكلب خير منه لأنه ينفع وهذا لا ينفع، خذوا الكلب واعطوه الملك، ثم إنه بعد ذلك أمر بإطلاقه، وأن يجعل الكلب قرينه مربوطا في عنقه، ووكل به من يوصله إلى بلاده، فلما وصل الى بلاده عزله قومه عن المُلك وكحلوا عينيه بالنار.

    يعجز اللسان عن التعليق يا سادة
    لما تلمسنا من العزة يا قادة

    هكذا كنا يوم ان اعتز المسلمون بدينهم وطبقوا شرعة الله وحملوا رسالته فأعزهم الله ورضي عنهم وقذف في قلوب أعدائهم المهابة منهم… وكان اللقاء بيننا وبينهم في ساحات القتال لا طاولات المفاوضات ولم يكن خليفة المسلمين ليعقد صلحا او تهدئة وبلاد الاسلام محتلة مغتصبة.

    هكذا كنا يوم كانت دولة الخلافة قائمة تطبق شرع الله يستوي فيها الخليفة وعامل النظافة, وابن القاضي مع ابن الفقير هذا ان كان في الدولة فقراء.

    افتخروا بدينكم ايها الناس
    وافتخروا بخلافتكم التي ارهبت الشرق والغرب وطبقت حكم الله فرضي عنها ساكن السماء وساكن الارض واعملوا لاقامتها فالعمل لها عمل الانبياء والرسل.

    ملكــــنا هذه الدنيا قرونا… وأخضعها جدود خـــالدونا
    وسطرنا صحائف من ضياءٍ… فما نسي الزمان ولا نســينا
    حملناها سيوفًا لامعاتٍ… غــداة الرَوع تأبى أن تلينا
    إذا خرجت من الأغماد يومًا… رأيت الهول والفتح المبينا





  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (7)


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
    تتولّى دائرة الخارجية جميع الشؤون الخارجية التي تتعلق بعلاقة دولة الخلافة بالدول الأجنبية، مهما كانت هذه الشؤون، وهذه العلاقات، سواء كانت تتعلق بالناحية السياسية، وما يتبعها من اتفاقات ومصالحات وهُدَن، ومفاوضات وتبادل سفراء، وإرسال رُسُل ومندوبين، وإقامة سفارات وقنصليات، أم كانت هذه العلاقات تتعلق بالنواحي الاقتصادية، أو الزراعية، أو التجارية، أو المواصلات البريدية، أو السلكية أو اللاسلكية ونحوها.


    فكل هذه الأمور تتولاها دائرة الخارجية، لأنها تمسّ علاقة الدولة بغيرها من الدول.


    وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُقِيم العلاقات الخارجية مع الدول والكيانات الأخرى. فقد أرسل عثمان بن عفان ليفاوض قريشاً، كما فاوض هو رسل قريش، وكذلك أرسل الرسل إلى الملوك، كما استقبل رُسل الملوك والأمراء، وعقد الاتفاقات والمصالحات. وكذلك كان خلفاؤه مِن بعده يُقيمون العلاقات السياسية مع غيرهم من الدول والكيانات. كما كانوا يُولّون من يَقوم عنهم بذلك، على أساس أن ما يقوم به الشخص بنفسه له أن يُوكِل فيه عنه، وأن يُنيب عنه من يقوم له به.


    ان حكامنا سطروا في التاريخ ابشع واحط وادنى مستويات المفاوضات مع الكفار, وكيف لا وحكامنا والكفار من معدن واحد, فهمنا يفرحهم
    وفرحنا يغضبهم, قاتلونا قبل ان يقاتلوا اعداءنا واسلمونا للكفر والكفار, فحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

    واليكم بعض الامثلة في كيفية المفاوضات السياسية بين دولة الخلافة وبين الدول الاخرى, فوالله ان العين لتدمع من هذه المواقف المشرفة:أخرج ابن عساكر قال : بعث هامان إلى خالد ابن الوليد : أن رأيت أن تخرج إليّ في فوارس واخرج إليك بمثلهم ، أذكرك أمرا لنا ولكم فيه صلاح وخير ، ففعل خالد ابن الوليد موافقة له ، فلما اجتمعا كان فيما عرض عليه أن قال له : قد علمت إن الذي أخرجكم من بلادكم غلاء السعروضيق الأمر بكم ، وإني قد رأيت ان أعطى كل رجل منكم عشرة دنانير وراحلة تحمل حملها من الطعام والكسوة والأدم فترجعون بها إلى بلادكم ، وتعيشون بها أهاليكم ، ونحن نعين لكم هذا في هذه المرة ، فإذا كان من قابل بعثتم إلينا فبعثنا إليكم بمثله ، فإنا قد جئناكم ومعنا من الجيوش والعدد ما لا قِبل لكم به ، فقال له خالد : ما أخرجنا من بلادنا جوع ولا ضيق أمر ، ولكننا معشر العرب نشرب الدماء ، فقيل لنا أن لا دم أحلى من دم الروم فأقبلنا نهريق دماءكم ونشربها ، قال فنظر أصحابه بعضهم إلي بعض وقالوا : هذا ما كنا نحدث به عن العرب من شربها الدماء ثم انصرف .


    وهذه قصة ربعي بن عامر رضي الله عنه مع رستم شاهدة على هذه العزة لدولة الخلافة، فقد طلب رستم من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن يبعث إليه رسولاً يطالبه قبل أن يبدأ القتال في معركة القادسية، فأرسل إليه المغيرة بن شعبة، فكان مما قاله لرستم: إنا ليس طلبنا الدنيا، وإنما همنا وطلبنا الآخرة، ثم بعث إليه سعد رسولاً آخر، وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والحرير،وأظهروا اليواقيت واللآلئ الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرقها فقالوا له: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه، لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله، قالوا: وما موعود الله؟


    قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
    هذا الصحابي الجليل عاش وعيشنا معه في العزّة بأسمى معانيها، ربّى الإيمان عزته، فغدت الدنيا حقيرة، ومباهجها صغيرة…
    ** وورد في كتاب المغازي للواقدي- عن سعيد بن المسيب، قال حصر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه بضع عشرة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشأ لا تعبد « فبينا هم على ذلك من الحال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن قائلا: أرأيت إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة ترجعان بمن معكم وتخذلان بين الأعراب ؟ قالا : تعطينا نصف تمر المدينة . فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدهما على الثلث فرضيا بذلك وجاءا في عشرة من قومهما حين تقارب الأمر فجاءوا وقد أحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأحضر الصحيفة والدواة وأحضر عثمان بن عفان فأعطاه الصحيفة وهو يريد أن يكتب الصلح بينهم وعباد بن بشر قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنع في الحديد, فأقبل أسيد بن حضير إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم ولا يدري بما كان من الكلام فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عيينة مادا رجليه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم ما يريدون فقال يا عين الهجرس اقبض رجليك أتمد رجليك بين يدي رسول الله؟ ومعه الرمح . والله لولا رسول الله لأنفذت خصيتيك بالرمح.


    بالله عليكم أيها المسلمون هل يوجد رئيسا او ملكا او شخصا يجرؤ على قول هذا؟ ما بالكم صامتين ما بالكم اصبحتم تتسابقون على نيل الرضى من اعداء الاسلام ما بالكم؟! هل نسيتم انكم خير امة اخرجت للناس ما بالكم هائمين على وجوهكم ما بالكم.
    استحلفكم بالله كفانا ذلا وهوانا وتشريدا استحلفكم بالله ان تعيدوا امجادنا





  8. #8
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (8)


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
    ذكر الخطيب وغيره عنه أن عضد الدولة بعث محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما انتهى إليه إذا هو لا يدخل عليه أحد إلا من باب قصير كهيئة الراكع، ففهم الباقلاني أن مراده « أن ينحني الداخل عليه له كهيئة الراكع لله عز وجل »، فدار إسته إلى الملك ودخل الباب بظهره يمشي إليه القهقرا، فلما وصل إليه انفتل فسلم عليه، فعرف الملك ذكاءه ومكانه من العلم والفهم، فعظم ه. ويقال :إن الملك أحضر بين يديه آلة الطرب المسماة بالأرغل، ليستفز عقله بها، فلما سمعها الباقلاني خاف على نفسه أن يظهر منه حركة ناقصة بحضرة الملك، فجعل لا يألوا جهداً أن جرح رجله حتى خرج منها الدم الكثير، فاشتغل بالألم عن الطرب، ولم يظهر عليه شيء من النقص والخفة، فعجب الملك من ذلك، ثم إن الملك استكشف الأمر فإذا هو قد جرح نفسه بما أشغله عن الطرب، فتحقق الملك وفور همته وعلو عزيمته،فإن هذه الآلة لا يسمعها أحد إلا طرب شاء أم أبى. )البداية والنهاية/ 11 لأبن كثير(استميحك عذرا يا ابن الطيب الباقلاني …

    ولله درك ما أروعها من عزّة ورفعة ومهابة للاسلام والمسلمين.

    آه على زمان بات حكامنا ينحنون ويركعون ويسجدون بل ويقبّلون أقدام أعداء أمتهم!!

    عذراً رباه… عذراً

    اللهم إني اعتذر إليك من نفسي فكم من ميت قضى نحبه وانقضى أجله وغُيّب في صدع من الأرض قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب مرتهنا بعمله فقيراً إلى ما قدّم غنيا عما ترك, ومع ذلك لا اعتبرنا ولا اتعظنا.

    اللهم إني اعتذر إليك من رجال ما هم برجال, حكموا فظلموا, ملكوا فبغوا, ضربوا فأوجعوا, قتلوا فسفكوا, ضحكوا فبكينا, شبعوا فجعنا,سعدوا فشقينا, ضُربوا فذلوا.

    اللهم إني اعتذر إليك من علماء استُفتوا فما أفتوا, وعرفوا فخرسوا, وعلموا فما عملوا.

    اللهم إني اعتذر إليك من جندٍ وفرسانٍ وضباط جيوشٍ حوصروا فما فُكّوا, وقوتلوا فما قاتلوا, وقُتلوا فما قَتلوا, وانتهكت أعراضهم فما ثأروا,واغتصبت نسائهم فما ثاروا, واحتلت بلادهم فما حرروا, واستنصروا فما نصروا.

    اللهم إني أعتذر إليك من أناس أكلوا فشبعوا, ولُهّوا فالتهوا, ضُللوا فضلوا, واستهين بهم فهانوا, عبدوا الدنيا فاستُعبدوا, ذُكّروا فما ذكروا,واتُعظوا فما اتعظوا, أُمروا بالمعروف فأعرضوا, ونُهوا عن المنكر فسخروا, غاب الراعي فأُكلوا, هم بالدنيا ملتهون وباللهو معرضون وبأِعراضهم يُصرّون ويستكبرون, وإذا ذُكّروا لا ينتهون.

    اللهم إني أعتذر إليك من رجال حملوا الدعوة فحملتهم, ركضوا للدنيا فضلتهم, علموا بالحق فما صدعوا, طُلبوا للدعوة فما لبّوا.

    اعتذر إليك ربي من قلب لا يخشع, وأذن لا تسمع, وعين لا تدمع, ولسان لا يصدع





  9. #9
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    كُنّا وصِرنا (9)


    كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
    كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمتهكنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
    كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
    كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
    أسى يعصر القلب، وبشرى تثلج الصدر…
    أسى أن يرى المسلم ويسمع ما يحصل لأخواته المؤمنات، وقد أمر بشرع الله أن يحفظ كل عرض مسلما كان أم كافرا، فكيف بعرض أخواته المسلمات.
    يروى أنه في أيام الحرب اللبنانية وما حصل فيها من اعتداءات وقتل وفوضى، قال أحد نصارى لبنان وكان يومها طاعنا في السن:يا ريت ترجع الخلافة الإسلامية، فرد عليه أحد المسلمين: أنت نصراني وتريد عودة الخلافة الإسلامية؟

    فقال اللبناني النصراني: نعم، وسأروي لك هذه القصة:
    كانت عندي أخت صغيرة في السن أيام الخلافة العثمانية وتاهت في ليلة مظلمة وكانت ثلوج وعواصف حينها، فخفنا على الفتاة أن تقع بيد أحد المجرمين، ونحن نحافظ على عرضنا وعلى عذرية البنت، فظللنا طوال الليل نبحث ونفكر أنا وأبي وأمي، وقبل الفجر جاءت عربة الشرطة العثمانيين تحمل أختي فسلموها لنا وقالوا: العرض عرض السلطان، العرض عرض السلطان، فلما سألناهم عن المعنى قالوا: عرض بنتكم هو عرض السلطان ونحن نرجعها لكم كما ضاعت دون أن يمسها سوء، لذلك يا بني أتمنى أن تعود الخلافة لنأمن فيها وتأمن أعراضنا وأموالنا وأولادنا وبناتنا. انتهى

    هذه شهادة من غير المسلمين على واقع انتهى يتمنون عودته، وكأني بهم قد رأوا الأمن والحفاظ على العرض وهو ما تتمناه كل نفس.
    رحماك ربي بنا، فقد أصبحنا نحن الرجال نبكي كالأطفال على نسائنا وأخواتنا وهن في سجون الظالمين، ولا ندري ما يفعل الله بهن وبنا في هذا الواقع السيء.
    رحماك ربي بنا، فنحن لا نملك إلا التوكل عليك والدعاء الخالص لك والعمل الدءوب لإقامة دولة الإسلام التي ستدك الظالمين وتفتح أقفال السجون وتنجز وعدك لنا بالتمكين.

    رحماك ربي بنا، فقد أبكتنا صرخات أخواتنا، وليس لنا من حول ولا قوة إلا بك.
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت… وكنت أظن أنها لا تفرج.
    وإلى لقاء آخر أخواني الكرام مع سلسلة حلقات كنا وصرنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





  10. #10
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    موضوع رائع أختي نورا
    قرأت بعضه وسأعود لاكمال الجزء الشائق المتبقي منه في وقت أخر
    بارك الله فيك وجزاك خيرا حبيبتي نورا







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML