السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
استمعت اليوم الاحد 24/4/2011لتسجيل مناظرة اذيعت على فضائية الجزيرة مباشر بين د / عمرو حمزاوى و الاستاذ/ عصام سلطان حول مستقبل مصر بين المرجعية الاسلامية او المرجعية العلمانية.
و يبدو ان د / عمرو قد استفاد جيدا من الصداقة بينه و بين ا / عصام حيث لم يتم الدخول الى المناطق الشائكة و التى يجب ان يتم مناقشتها فى مثل هذه المناظرات.
ان جوهر الاختلاف بين المشروع الاسلامى و المشروع العلمانى متمثلا فى الليبرالية يكمن فى
تعريف معنى الحرية
الليبرالية كما سمعتها من عمرو حمزاوى هى حرية الفرد بما لا يتعارض مع المصلحة العامة للمجتمع
اما الحرية فى المشروع الاسلامى فهى حرية مطلقة تحت مظلة الانضباط بالشرع الاسلامى و وفق النظام العام للمجتمع حسب الشريعة الاسلامية .
و هنا تثور عدة تساؤلات كان ينبغى على ا / عصام سلطان ان يوجهها لدكتور / عمرو حمزاوى فى اطار المناظرة الجادة و لكنة للاسف لم يفعل و اثر السلامة و عدم الدخول فى مناطق شائكة كان من الواجب و من الامانة ان يتم توضيح موقف العلمانيين الليبراليين منها
اولا - حرية التعبير
مثال توضيحى
الليبرالية تقبل اهانة الاديان و المقدسات
رواية ايات شيطانية للكاتب /سلمان رشدى
رواية شفرة دافنشى للكاتب /دان براون
فمن باب حرية التعبير تم الدفاع عن هذه الاعمال التى تهين و تنتقص من المقدسات و الثوابت الدينية .
ثانيا – حرية الابداع
مثال توضيحى
الليبرالية تقبل اهانة الذات الإلهية و الرسل و المقدسات
الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
وضع الصليب فى اناء مليء بالبول
فمن باب حرية الابداع تم الدفاع عن هذه الاعمال التى تهين المقدسات و الثوابت الدينية .
ثالثا – حرية الاعتقاد
مثال توضيحى
الليبرالية تقبل اصحاب المعتقدات المنحرفة مهما كانت درجة انحرافهم او تطرفهم
هناك من يعبدون الاعضاء التناسلية للذكر او الانثى
هناك من يعبدون الاحجار و التماثيل مثل عبدة الاهرامات او رمسيس
هناك من يعبدون الشيطان
هناك من لا يعبدون شيئا و هم الملحدون
فمن باب حرية الاعتقاد تحمى الليبرالية كل من سبق ذكرهم و غيرهم كثير .
رابعا – حرية التشريع
مثال توضيحى
الليبرالية تقبل قيام النخبة الحاكمة – الاغلبية- سن ما تراه من تشريعات بغض النظر ان كانت تفرض قيودا على حريات طوائف او فئات معينة داخل مجتمعاتها .و ذلك بإستخدام اليات ديموقراطية مثل التصويت الحر .
قيام السلطات السويسرية بعمل استفتاء على منع بناء المأذن و موافقة المواطنون السويسريون على ذلك مع السماح للكنائس و المعابد اليهودية و البوذية و كافة الاديان بعمل ما يشائون
فى انتهاك واضح و مفضوح لحرية الاعتقاد و فى تمييز عنصرى فج و قبيح .
و لم نسمع من قادة الليبرالية فى مصر او العالم اى انتقاد تجاه هذا الفعل الشائن.
قيام السلطات الفرنسية بسن قانون يتم بمقتضاه تجريم ارتداء النساء للنقاب فى انتهاك سافر للحريات الشخصية و الحقوق المدنية .
قيام السلطات الهولندية بسن تشريعات تبيح الاتجار و تعاطى المخدرات .
فمن باب الحرية التشريعية تجيز الليبرالية مثل هذه التشريعات و غيرها كثير .
هذا ما يحضرنى فى الوقت الراهن من امثلة توضح مدى التطرف و اللااخلاقية فى تطبيق الحرية الليبرالية .
و قد اورد د / عمرو حمزاوى فى حديثه نقطة ارى انها محورية فى الاختلاف بين المشروع الاسلامى و المشروع العلمانى رغم انه مر عليها سريعا دون توقف منه او من ا / عصام سلطان
حيث قال انه لابد ان لا تكون هناك ثوابت مطلقة بل ان جميع القضايا قابلة للتغيير .
و هذا يعنى رفضه لثوابت الدين و اخضاعها للنقاش المجتمعى و التوافق العام على حد تعبيره .
و بناءً على هذا الطرح يمكن للتوافق المجتمعى اذا اراد مثلا
ان يسن قانون يبيح القتل او يبيح الزنا او يبيح الربا .
او ان يسن قانون يحرم الحجاب على النساء او قراءة القرآن علانية.
و هذا هو جوهر الخلاف بين المشروع الاسلامى و المشروع العلمانى .
فان المشروع الاسلامى يكفل حرية الافراد بما لا يتعارض مع ضوابط الشريعة الاسلامية فلا يجوز ان يتوافق المجتمع على شئ يبيح احد المحظورات الثابتة او ان يحرم احد المباحات الثابتة فى الشريعة الاسلامية.
بعكس العلمانية التى تطلق الحرية الفردية و المجتمعية بلا حدود فان توافق المجتمع على اباحة شئ فيكون مباحا بغض النظر عن اى اعتبارات اخرى و ان توافق المجتمع على تحريم شئ فيكون محرما بغض النظر عن اى اعتبارات اخرى .
اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمينulv, pl.h,n , hszgm tn hggdfvhgdm
المفضلات