النتائج 1 إلى 5 من 5
 
  1. #1

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية السراج الوهاج
    السراج الوهاج غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 510
    تاريخ التسجيل : 16 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,545
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : بلد أسأل الله خيرها
    الاهتمام : توصيل إسناد القرآن مجوداً برواية حفص عن عاصم
    الوظيفة : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد1


    زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد1
    إشراف الأستاذ : خالد خميس فـرَّاج
    اسمها ونسبها:
    هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه، أم الأمين العباسي. اسمها أمة العزيز، وغلب عليها لقبها زبيدة قيل: كان جدها المنصور يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة ! فغلب عليها الاسم. وينسب إليها عين زبيدة في مكة التي جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان شرقي مكة، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة.(1)

    حياتها:
    تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. كانت تحب ابنها محمد الأمين حباً جما. وهذا جعلها تهيئ له الخلافة من بعد أبيه. لكن الرشيد كان يهيئ ويريد أن يكون خليفة المسلمين من بعده ابنه المأمون. ولكن زبيدة لم توافق على ما كان يريد الرشيد فغضبت منه وذهبت إليه تعاتبه على هذا الأمر الذي كان يريد . وعندما أخذت تعاتبه قال لها الرشيد: "ويحك إنما هي أمة محمد ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقاً بعنقي وقد عرفت ما بين ابني وابنك . ليس ابنك يا زبيدة أهلاً للخلافة ولا يصلح للرعية ". فقالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد ليس بكبير سفيه ولا صغير فيه، أسخى من ابنك نفساً، وأشجع قلباً.
    فقال الرشيد: ويحك إن ابنك لأحب إلى لأنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان لها أهلاً وبها مستحقاً ونحن مسؤلون عن هذا الخلق ومأخوذون بهذا الانام، فما أغنانا أن نلقى الله بوزرهم وننقلب إليه بإثمهم فاقعدي حتى أعرض عليك ما بين ابني وابنك (2) .
    أجرى هارون الرشيد الاختبار بين الأمين والمأمون فاستدعى المأمون أولاً. ولما وصل إلى باب المجلس سلم على أبيه ثم وقف طويلاً مطأطأ الرأس، حتى أذن له الرشيد بالجلوس والكلام . جلس وحمد الله تعالى ثم استأذن الرشيد بأن يقترب فأذن له بذلك. اقترب وقبل أطرافه ويدي زبيدة، ثم رجع إلى مكانه وحمد الله على رضى أبيه حسن رأيه فيه. فقال الرشيد: يا بني إني أريد أن أعهد إليك عهد الإمامة وأقعدك مقعد الخلافة فإني قد رأيتك لها أهلاً وبها حقيقاً. فبكى وصاح المأمون يسأل الله العافية لوالده. ثم قال: يا أبتاه أخي أحق مني وابن سيدتي و لا أخال إلا أنه أقوى على هذا الأمر مني وأشد استطلاعا عرض الله لك ما فيه الرشاد والخلاص، وللعباد الخير والصلاح . ثم أستأذن للخروج فأذن له الرشيد.
    وبعد ذلك استدعى الرشيد ابنه الأمين فأول ما فعله الأمين أن دخل على أبيه دون أن يستأذن وهو يتبختر في مشيته حتى وصل إلى كرسي العرش إلى أبيه. فبدأ الرشيد بسؤاله: ما تقول يا بني أن أعهد إليك. فرد على الفور: ومن أحق بذلك مني يا أمير المؤمنين؟ فصرفه أمير المؤمنين هارون الرشيد وقال لزبيدة: كيف رأيت؟ فقالت: يا أمير المؤمنين: أبنك أحق بما تريد. فرد الرشيد: فإذا أقررت بالحق وأنصفت فأنا أعهد إلى ابني ثم إلى ابنك. (3)
    وهناك أيضاً ما يدل على حبها الكبير لأبنها فقد بعثت ذات يوم بجاريتها إلى مدرس ابنها الكسائي الذي كان يقسو عليه. فقالت له الجارية ما أمرتها زبيدة أن تقوله وهو: ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادي و قرة عيني وأنا أرق عليه رقة شديدة. والدليل الآخر على حبها للأمين عندما توفيت الفطيم زوجة الأمين حزن عليها حزناً شديداً وبلغ أم جعفر زبيدة بذلك فقالت إلى أمير المؤمنين. فذهبت إليه فاستقبلها. و قال لها: يا سيدتي ماتت فطيم .
    فقالت:نفسي فداؤك لا يذهب بك اللهف ففي بقائك ممن قد مضى خلف
    عوضت موسى فهانت كل مرزئة ما بعد موسى على مفقودة أسف
    و قالت له: أعظم الله أجرك ووفر صبرك وجعل العزاء عنها ذخرك .(4) أما الأمين فكان يرد على حنان وعطف أمه بتعظيمها وتبجيلها . وكانت الشجاعة من صفات الأمين والدليل على ذلك ما قاله لزبيدة عندما كان العدو محيطاً به: إنه ليس بجزع النساء وهلعهن عقدت التيجان، والخلافة سياسة لاتسعها صدور المراضع وراءك .
    وقالت زبيدة في رثائه:
    أودى بألفين من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الباسا
    لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب والراسا
    فبت متكئــأً ارعى النجوم له اخال سنته في الليل قرطاسا
    والموت كان به والهم قارنه حتى سقاه التي أودي بها الكاسا
    رزئته حين باهيت الرجال به وقد بنيت به للدهر آساسا
    فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يرد علينا قبله ناسا

    وفي أن زبيدة أمرت أبو العتاهية بكتابة أبيات على لسانها للمأمون(5)
    ألا إن صرف الدهر يدني ويبعد ويمتع بالآلاف طورا ويفقد
    أصابت بريب الدهر مني يدى فسلمت للاقدار والله أحمد
    وقلت لريب الدهر إن هلكت يد فقد بقيت والحمد لله لي يد
    إذا بقي المأمون لها فالرشيد لي ولي جعفر لم يفقدا ومحمد
    وعند قراءة المأمون للأبيات أرسل في الطلب إليها وقال لها: من قائل هذه الأبيات ؟ قالت : أبو العتاهية. قال: وكم أمرت له؟قالت: عشرون ألف درهم. قال: وقد أمرنا له بمثل ذلك. واعتذر إليها من قتل أخيه محمد. وقال: لست صاصيه ولا قاتله؟ فقالت: يا أمير المؤمنين إن لكما يوما تجتمعان فيه وأرجو أن يغفر الله لكما إن شاء الله. وأخذ المأمون يزيد في كرمه على زبيدة وأسرتها فكان يعطيها كل سنة مائة ألف دينار وألف ألف درهم . (6) وكانت تعطي أبا العتاهية مائة دينار وألف درهم . وأن نسيته سنه كتب إليها يقول:
    خبروني ان في ضرب السنه جددا بيضا و صفرا حسنه
    سككا قد أحدثت لم أرها مثل ما كنت أرى كل سنه
    فكانت ترد زبيدة و تقول: إنا لله أغفلناه فوجهت إليه بوظيفة. (7)
    صفاتها وأعمالها:
    قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً(8)، لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء. ومن صفاتها أيضا أنها كانت ذات عقل وفصاحة ورأي وبلاغة. ومثال فضلها في العمران عندما حجت بيت الله تعالى سنة 186 هجرية، أركت ما يعانيه أهل مكة من تعب في سبيل الحصول على ماء للشرب فدعت خازن أموالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد. وقالت له: اعمل ولو كلفت ضربة الفأس ديناراً .(9) فاحضر خازن المال أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال. ثم أوصلوه بعين حنين بمكة. فأسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخر ، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل وعرفت العين باسم عين الشماش. وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك.
    وهناك وصف اليافعي لعين الشماش في القرن الثامن للهجرة فقال:" إن آثارها باقية ومشتملة على عمارة عظيمة عجيبة مما يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة ذات بنيان محكم في الجبال تقصر العبارة عن وصف حسنه وينزل الماء منه إلى موضع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جداً لا يوصل إلى قراره إلا بهبوط كالبير يسمونه لظلمته يفزع بعض الناس إذا نزل فيه وحده نهاراً فضلاً عن الليل. (10)
    ومن الأطباء الذين كانت تعطف عليهم جبريل الذي منحته راتباً شهرياً، وقدره خمسون ألف درهم. وكانت صاحبة اليد البيضاء بعطفها على الفقراء والمساكين . وقدر لها مئة جارية يحفظن القرآن. ويقال إنه من شدة قراءتهم للقرآن كان يسمع لهم في قصرها دوي كدوي النحل. وقد كان لها الدور الكبير في تطور الزي النسائي في العصر العباسي.
    وهناك حادثة تدل على فصاحة الكلام. وهي أن بعث إليها مرة من أحد عمالها كتاب فردته إليه وبه ملاحظة تقول: (أن اصلح كتابك وإلا صرفناك) (11) فتعجب العامل لذلك وأقلقه الأمر؛ لأنه لم يستطع معرفة موضع الخطأ. وعرض كتابه على أصحاب الفصاحة والبلاغة فقالوا له : إنك تدعو لها في كتابك وتقول: أدام الله كرامتك، وذلك دعاء عليها وليس لها؛ لأن كرا مة النساء بدفنهن فعرف العامل الخطأ وأصلحه. ثم عاد وأرسله لها فقَبِلته.
    وكانت زبيدة أول من اتخذ الآلة من الذهب والفضة المكللة بالجوهر. وهي أول من اتخذ الشاكرية والخدم والجواري يختلفون على الدواب في جهاتها ويذهبون برسائلها وكتبها. وهي أيضاً أول من اتخذ القباب من الفضة والآبنوس والصندل والكلاليب من الذهب والفضة ملبسة بالوشي والسمور وأنواع الحرير الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.(12)

    وفاتها:
    توفيت في بغداد في جمادى الأول سنة 216 هجرية الموافق 831م . رثاها مسلم بن عمرو الخاسر الشاعر البصري. (13)
    تحليل بعض شعر زبيدة:
    تدور هذه الأبيات حول رثاء زبيدة لابنها الأمين
    أودى بألفين من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الباسا

    ففي الشطر الأول من البيت توضح الشاعرة شجاعة وبسالة ابنها وذلك في قتل ألفا شخص والكلمة الدالة على شجاعة ابنها وتؤكد على شجاعة كلمة ((الناسا)) وهذا يدل على بسالة وشجاعة ابنها في المعركة وعدم تركه لأي عدو. أما في الشطر الثاني فالشاعرة تخاطب و تطلب من ابنها المقتول مسامحة قاتله ومن قلبه وهو أخيه. والكلمة الدالة على طلب المسامحة (( فامنح )) وكلمة ((الباسا)).

    لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب و الراسا
    أما في البيت الثاني فتوضح الشاعرة مشاعر الحزن والألم وهي ترى الموت القريب من ابنها وهو يتجه نحوه، وهي غير قادرة على فعل أي شيء وسهام الموت هذه قد أصبن من المأمون وسط القلب والرأس والكلمة التي تدل على مكان الإصابة " سواد القلب والراسا. ولقد أحسن القاتل في اختيار موقع هدف فهذين المكانيين يصعب على الشخص أن ينجو إذا أصيب فيهما.

    فبت متكئا أرعى النجوم له أخال سنته في الليل قرطاسا
    أما في هذا البيت فالشاعرة تصور حالها بعد مقتل ابنها ففي الشطر الأول من البيت تقول الشاعرة أنها أصبحت تراقب النجوم وهي تفكر فيه وكلمة ( متكئا ) تدل على كثرة الوقوف و عدم احتمال الوقوف ثم الاتكاء والاستناد . أما في الشطر الثاني تصور الشاعرة و تشبه رؤيتها إليه في نومه مثل القرطاس و هذا في مخيلتها فقط من كثرة الانتظار .

    والموت كان به والهم قارنه حتى سقاه التي أودي بها الكاسا
    في هذا البيت توضح الشاعرة و تصف حياة ابنها و تقول أن الموت كان مصيره عند ما خلق و الهم و الحزن من أقرانه الذين لا يفارقونه حتى ذاق مرارة الموت وشرب من كأسها ويقصد من الشطر الثاني وهو شرب كأس الموت .
    رزئته حين باهيت الرجال به وقد بنيت به للدهر آساسا
    أما في البيت الثاني فتقول الشاعرة ما فعل لها ابنها وما فعلته هي له. في الشطر الأول توضح الشاعرة حب ابنها إليها ومساعدته لها في مصائبها حتى أصبحت تتفاخر به و تقارنه بين الرجال وهو أفضلهم و كلمة (( باهيت )) تدل على الافتخار والاعتزاز بابنها بين الرجال . أما في الشطر الثاني ما الذي قد أعدته له.لقد مهدت إليه العرش وعملت على إرضاء أبيه منه للوصول للخلافة. لكن ما قد تصورته وما توقعته لم يتحقق . وهنا ينطبق عليها المثل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
    فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يرد علينا قبله ناسا
    أما في البيت الأخير فتؤكد حقيقة معروفة. في الشطر الأول تقول إنه ما من ميت يرد مرة أخرى إلى أهله مهما فعلوه لإعادته وكلمة أبدا تدل على تأكيد عدم الرجوع مرة أخرى. في الشطر الثاني تقول الشاعرة أن ليس من الممكن رجوع من مات ولو أنه ممكن كان يرد من مات قبله وبكت عليهم .

    الخصائص:
    لقد أكثرت الشاعرة من استخدام الأفعال الماضية مثل (رأيت )و( سقاه) وهي أفعال تفيد الثبوت. وهناك في القصيدة تقديم للجار والمجرور ( وقد بنيت له للدهر آساسا) وهذا يدل على أهمية المتقدم . واستخدمت أيضاً أسلوب التأكيد الذي يؤكد فكرتها ويدعمها. وأسلوب الشاعرة أسلوب إنشائي وهو الخطاب . وهناك أيضاً تكرار لبعض الألفاظ مثل ( الموت).

    الخاتمة :
    في نهاية بحثي أتمنى أن أكون قد وفقت في إعطاء زبيدة بعض حقها من التعريف؛ لإننا هنا أمام شخصية قوية تمثل المرأة المسلمة في تحملها للمصاعب والكوارث. وزبيدة التي أحبت ابنها حباً جما لم ترد على من قتله بالمثل معتبرة ذلك القاتل بمحل ابنها. وإن لها صفات ميزتها عن غيرها من النساء في ذلك العصر فصاحة اللسان والبلاغة .وأيضاً إسهاماتها التي ما تزال باقية إلى وقتنا الحاضر وسوف تبقى . شخصية مثلها يجب أن يكتب عنها المزيد من المؤلفين ويسلطوه عليها الضوء.

    الهوامش :
    1. خير الدين الزركلي ، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب والمستعمرين والمستشرقين ، صفحة 42 .
    2. عمر رضا كحاله، اعلام النساء في عالمي العرب و الاسلام ، صفحة 18.
    3. أحمد سويد، نساء شهيرات من تاريخنا، صفحة 100-101.
    4. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب و الاسلام ، صفحة 20.
    5. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب و الاسلام ، صفحة 20-21 .
    6. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب و الاسلام ، صفحة 22- 23 .
    7. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب و الاسلام ، صفحة 23 .
    8. خير الدين الزركلي ، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعمرين والمستشرقين ، صفحة 42 .
    9. أحمد سويد، نساء شهيرات من تاريخنا، صفحة 102-105.
    10. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام ، صفحة 27 .
    11. أحمد سويد، نساء شهيرات من تاريخنا، صفحة 102-105.
    12. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام ، صفحة 29 .
    13. عمر رضا كحاله، أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام ، صفحة 29 .

    المصادر و المراجع:

    1. الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربين و المستشرقين ، لخير الدين الزركلي، المجلد الثالث، دار العلم للملايين ، بيروت لبنان ، الطبعة الثانية عشرة ، فبراير 1997م .
    2. أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ،عمر رضا كحاله، الجزء الثاني ، مؤسسة الرسالة ،بيروت، الطبعة الثالثة ، 1397 هجرية الموافق 1977م .
    3. نساء شهيرات من تاريخنا ، أحمد سويد، مؤسسة المعارف ، بيروت، الطبعة الثانية، 1410هجرية الموافق 1990م .

    زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد2
    إعداد الطالبة : مريم عبيد المهيري
    إشراف الأستاذ : خالد خميس فـرَّاج

    زبيدة بنت جعفر
    زبيدة بنت جعفر، زوجة الرشيد وحفيدة المنصور وأم الأمين. نشأت وترعرعت في بيت والدها أبو جعفر المنصور، عرفت بكرمها وانفتاحها.وكان والدها أبو جعفر المنصور شديد الحب لها وقد خصها بالرعاية. اسمها الحقيقي هو " أمة العزيز " ولكن والدها دعاها بـ "زبيدة" لما رأى فيها من ذكاء و نعومة،بالإضافة إلى بنية قوية تشع نضارة، وقد قيل:" لم تلد عباسية قط إلاهي".
    ولدت في عام 145هـ، وفي عام 165هـ احتفلبزواجها من "هارون الرشيد"، وقد كان يوم زفافها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع،ففي أثناء مرور موكبها نثرت عليها اللآلئ الثمينة مما أعاق سيرها، كما فرشت الطرقاتبالبسط الموشاة بالذهب.
    عرفت زبيدة باهتمامها بالعمران، فقد بنتالمساكن والنزل على امتداد طريق مكة المكرمة. وكان أهم حدث قامت به هو " عينزبيدة "، ففي أثناء حجها إلى مكة المكرمة أدركت زبيدة مدى الصعوبات التي تواجهالحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، و ما يعانونه من جراء حملهم لقرب الماءمن آلام وإرهاق، وكان الكثير منهم يموتون من جراء ذلك. .
    ومن واقع ذلك، قررت زبيدة وأمرت بحفر نهر جاريتصل بمساقط المطر. وقد أنفقت الكثير من أموالها وجواهرها لتوفر للحجاجالراحــــــةوتحميهم من كارثة الموت. وبعد أن أمرت خازنأموالها بتكليف أمهر المهندسين والعمال لإنشاء هذه العين، أسر لها خازن أموالهابعظم التكاليف التي سوف يستنفذها هذا المشروع، فقالت له:"اعمل ولو كلفتك ضربة الفأسدينارا" وقد بلغ طول هذه العين عشرة أميال.
    وقد قال ابن تغري بردي واصفا زبيدة: " أعظمنساء عصرها دينـــــاو أصلا وجمالا وصيانة ومعروفا". كما قالعنها ابن جبير في طريقه إلى مكة: " وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التيمن بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذاالطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها حتى الآن، ولولاآثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق".
    وكان لزبيدة من الجواري مائة جارية، وكن يحفظنالقرآن الكريم، وكان يسمع في قصرها دوي كدبيب النحل من قراءة القرآن الكريم .وكانت وفاة زبيدة ببغداد في جمادى الأولى سنة 216هـ. بعد رحيلها ظلت باقية حية في أذهان بني العباس وفي قلوبه، يتذكرونأخبارهـا و أخلاقهـــا وثقافتها المميزة، وظلوايتناقلون أفعالها في أرجاء الجــزيرة العـربـية، وخصوصا أخبار مسامحتهاللمأمون بعد قتله لوحيدها وفلذة كبدها الأمين، حيث إنها هنأته بالخلافة قائلة:"
    اهنيك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك
    ولئن كنت فقدت ابنا خليفة فقدعوضت ابنا خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك ، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك،وأنا اسأل الله أجرا على ما أخذ، وإمتاعا بما عوض ".
    الـمـراجــع
    1. إبراهيم زكي خور شيد، و أحمد الشنتاوي،و عبدالحميد يونس، موجز دائرة المعارف الإسلامية، مركز الشارقة للإبداعالفني.
    2. خير الدين الزركلي، الأعلام، دار العلمللملايين، الطبعة 12 ، بيروت ـ لبنان،1997.
    3. عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة الرسالة، الجزء 2.
    4. كلود أبو شقرا، نساء عربيات، شركة المطبوعاتللتوزيع و النشر، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان،1995.
    5. موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا، شركةالزاد

    منقــــــول للفـــــــائدة

    .fd]m fkj [utv .,[m ihv,k hgvad]1






  2. #2

    عضو لامع

    الصورة الرمزية لطفي عيساني
    لطفي عيساني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1953
    تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 443
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : كرة القدم والتعارف
    الوظيفة : عاطل
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    جزاك الله الف خير وجعلني واياكي والمسلمين من سكان الفردوس






    منهاجنا: عَوْدَةٌ إلى الْْكِتَابِ والسُّنَّة بِفَهْمِ سَلَفِ الأُمَّة

  3. #3

    عضو لامع

    سكون الليل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1899
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 357
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بحث جميل جدا وموضوع وفقتِ اختى فى اختياره نشكرك شكرا جزيلا على المعلومات القيمه

    رحم الله امه العزيز بنت ابو جعفر المنصور(زبيده )

    سيره عطره و تاريخا مشرف

    جزاك الله خيرا فى انتظار موضوعاتك المفيده







  4. #4

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 21

    افتراضي


    قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً
    رضي الله عنها
    ورزق امتنا الاسلامية امثالها

    جزاك الله كل خير اختي سراج
    لا عدمنا مواضيعك القيمة









  5. #5
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    موضوع قيم ومعلومات نافعة
    جزاكم الله خيرا







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إذا سألك أحدهم ما الحكمه من كثرة زواج الرسول .. بماذا ستجيب؟
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 2010-10-01, 05:57 PM
  2. لماذا لم يغفر ليهوذا
    بواسطة جمال المر في المنتدى التثليث و الألوهية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-09-25, 03:41 PM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-08-15, 04:40 PM
  4. إذا سـألك طــفـل أيـن الله ؟ فبماذا ستجيب؟
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-07-17, 12:21 PM
  5. جعفر بن أبي طالب
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-05-30, 04:12 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML