إِنَّ الْحَمْدُ لِلّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيّئَاتِ أَعْمَالِنَا. مَنْ يَهْدِهِ اللّهُ فَلاَ مُضِلّ لَهُ. وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
{يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ}
إخوة الإسلام: يقول ربنا تبارك و تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2-3 )
وَروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ فَقَالَ:
( الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ وَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ قَالَ فَمَا تَزَالُ الْبَلَايَا بِالرَّجُلِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ).
من هذا المنطلق نبدأ بحول الله وقوته هذا المشروع القيم في هذه الصفحة
وسوف نشترك جميعاً في هذا المشروع فيد الله مع الجماعةوعلى كل أخ وكل أخت أن يشاركنا الرأي : كيف يرد على الشبهة وبأي الكتب والروابط يستعين وما هي الأسس التي يعتمد عليها في التفكير
وعلى كل من يتابعنا من الإخوة والأخوات الكرام الذين لم يسبق لهم الرد على الشبهات أن ينتظر حتى نهاية الموضوع ويتابع الآراء والأفكار ويعرض تساؤلاته واستفساراته وسنضع في النهاية مجموعة من الشبهات ونترك لكم العنان للتفكير في الرد عليها ثم كتابة الرد ومن ثم اكتشاف الإيجابيات والسلبيات والتعليق عليها من الإخوة الكرام أسود الإسلام في هذا المنتدى الكريم
لسنا علماء ولا فقهاء وإنما جعلنا الله أمة واحدة وعلى كل من يملك قدرة في جانب ما أن لا يبخل بها على أخيه المسلم فهي مهمة ونافعة مهما كانت بسيطة، فعلى الأقل نأخذ بيد بعضنا البعض
فهلم نتكاتف للذود عن نبينا الكريم ولنري الله منا خيرا
ملحوظة هاااااامة
أتمنى أن يتابعنا النصارى وغيرهم في هذا الموضوع ليتأكدوا من تفاهة شبهاتهم قبل عرضها ويبحثون في مصداقية أقاويلهم قبل تقيؤها ليكتشفوا بعد ذلك أن الإسلام طاهر نظيف من كل افترا يفترونه
ولكن وقبل أن نبدأ هذا المشروع القيم علينا أن ننتبه إلى عدة أمور مهمة :
أولها الثقة التي ينبغي أن يتمتع بها المسلم في دينه العظيم...فلا يصح بالمسلم المؤمن الواعي أن يعتقد أن الشبهة مهما عظمت ستعظم على دينه أو ستنال منه :36_1_30:, بل إن هذه الشبهة لا تساوي في ثقلها ذرات التراب المتطاير ويسهل نسفها نسفا.
يقول الدكتور علي الحمادي :لا يليق بالمسلم الفطن أن يظن أن الشبهات التي تتعرض لها الدعوة الإسلامية اليوم هي شبهات محدثة جديدة لم تتعرض لها الدعوة الإسلامية من قبل، كلا وألف كلا، إنه أمر تواصى به أعداء الله وتوارثوه عبر تاريخ البشرية، إذ تكالب الأعداء بالتهم والتجريح، حتى ليصدق قول القائل:
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غـشاء مـن نبال
فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
يقول الأستاذ عبد الكريم زيدان: وليعلم الداعي أن إثارة الشبهات في وجه الدعوة إلى الله أمر قديم مضت به سنة الله في العباد، وشنشنة قديمة متوارثة بين أهل الباطل لا يستغرب منها الداعي ولا يضيق بها، وهي في جوهرها لا تتغير ولا تتبدل وإنما الذي يتغير فيها الأسلوب والكيفية، مخاطبًا نبيه الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (فصلت: من الآية 43).
والذي قيل للرسل الكرام هو الباطل الذي كان في حق الناس شبهات، : ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ(53)﴾ (الذاريات)، فالأقوام قبل قريش اتهموا الرسل الكرام بالسحر والجنون، وكذلك فعلت قريش لتنفير الناس من الداعي إلى الله محمد- صلى الله عليه وسلم- ومن دعوته.
فإذا فقه الداعي هذه الحقيقة، ووعاها جيدًا، زال عنه العجب والحنق والغضب إذا اتهم بالتهم الباطلة، أو أُثيرت الشكوك والريب حول دعوته؛ لأنه ليس أحسن حالاً من رسل الله ولا أفصح بيانًا منهم، ولا أكثر إخلاصًا منهم، ولا أكثر تأييدًا من الله تعالى منهم، ومع هذه كله أثار أهل الباطل ما أثاروه من الشبهات حولهم مما قصَّه الله تعالى علينا في أخبارهم.
ثم إن الداعي بفقهه هذه الحقيقة يعلم مدى ما يبلغ الضلال بالإنسان بحيث يجعله يخاصم رسل الله الذين يريدون شفاءه من الأمراض وخلاصه من النيران وإدخاله في الجنان.
د. علي الحمادي
كما أن فقه هذه الأمور لازمة لكل مسلم بلا استثناء ليميز الخبيث من الطيب، وحتى لا يتأثر بهذه الشبهات فينساق وراءها ويصير- من حيث لا يشعر- مع الأعداء ضد الدعاة إلى الله تعالى(1).
من هذا المنطلق، وبهذا الفهم يستطيع المسلم أن يشق طريقه إلى الله تعالى وهو مطمئن البال، إذ إن له قدوات وأسلافًا من خيرة خلق الله واجهوا بالأمس ما يواجهه هو اليوم، فهو يشق طريقًا شقه الأنبياء والصالحون من قبل، فلم يكثرثوا بتلك الشبهات ولم يعبأوا بها، فكانت العاقبة لهم رغم أنف مثيري التهم والأباطيل.
ذو العقل يشقى في النعيم بعقـله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يـراق على جوانبه الدم
وصدق الله تعالى إذْ يقول: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)﴾ (الذاريات).
ما كان لله دام واتصل
وما ينبغي أن يثبت في عقل كل داعية وفي وجدانه، هذه الكلمة المدوية التي أطلقها إمام دار الهجرة، مالك بن أنس، ذلك الإمام الذي فَقِهَ كتاب الله وسنة نبيه، إذْ لما قيل له: إن فلانًا عمل موطأ آخر هو أضخم من موطئك، رد الإمام مالك قائلاً: ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
وكانت النتيجة أن موطأ الإمام مالك لا زال المسلمون يتتلمذون ويتربون عليه، أما موطأ صاحبه الضخم فلا يعلم المسلمون عنه شيئًا.
إن المسلم إذا كان مطمئنًا إلى صدق دعوته، حريصًا على الإتباع لا الابتداع، فإن عليه أن يتذكر هذه القاعدة إذا أثيرت حوله التهم والشبهات والأكاذيب، سواء رد على هذا الاتهام أم التزم الصمت.
إن هذه القاعدة تريح القلب وترسخ الثبات فيه، فالدعوة هي دعوة الله، والله متكفل بحفظها، وإنما الأعمال بالنيات (البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب)، وصدق الإمام أبو يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة حينما قال: يا قوم أُريدوا بعملكم الله تعالى، فإني لم أجلس مجلسًا أنوي فيه أن أعلو إلا لم أقم حتى أفتضح .
إن الإخلاص لله سبب لقبول العمل ودوامه، والرياء وحب السمعة والشهرة سبب لرد العمل وعدم قبوله، ولذا أكَّد القرآن على هذا المعنى العظيم؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)﴾ (البينة).
وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري- رضي الله عنه- قال: سُئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يقاتل شجاعةً ويقاتل حميةً ويقاتل رياءً أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (متفق عليه).
ويقول سفيان الثوري: بلغني أن العبد يعمل العمل سرًّا فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يُحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.
وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بلَّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركتُ رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه(2).
وقال بن أبي عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازًا يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم.
وما أجمل ما ذكره الشافعي إذ يقول:
فللهِ درُّ العـارفِ النـدبِ إنـه تـفيض لِفـرطِ الوَجْدِ أجـفَانُه دَماَ
يُقيـم إذا ماَ الليلُ مَـدَّ ظَلاَمَهُ عَـلى نَفْسِه مِـنْ شِدَّةِ الخوفِ مأتَما
فصِيْحًا إذا ماَ كـانَ في ذِكْرِ ربَّه وفي ماَ سِـواهُ فِي الوَرى كَان أعْجَما
ويَذْكُر أيامـًا مَضَـت مِنْ شَبَابِهِ وماَ كـان فيـها بالجَهَالـةِ أجـرَماَ
فصار، قـرينَ الهمِّ طُولَ نَهارِهِ أخا الشُّهْدِ والنَّجْوى إذا الليلُ أظلمَا
يقول حبيبي أنـتَ سُؤْلِي وبُغْيَتِي كفى بـك للراجين سُـؤْلاً وَمَغْنَمَا
ألَسْـتَ الذي غذَّيتَني وهَديتَني ولا زِلْـتَ مَـنّانًا عـليَّ ومُـنْعِمَا
عَسَى مَنْ لهُ الإحسانُ يَغْفِرُ زلَّتِي وَيَـسْـترُ أوْزاري وَمـَا قَدْ تَقدَّما
إن الداعية الحق هو الذي يكون مع الله، يعمل ولا يريد بعمله إلا وجه الله، ولا يلتفت للذين لا همَّ لهم إلا الكلام بصوتٍ مرتفعٍ لتشويه دعوته والإضرار بها.
إن هذا الداعية يدرك إدراكًا لا يخالجه غموض أو شك أن المستقبل لهذا الدين، وأنه سيأتي اليوم الذي يثلج الله صدره وصدر المؤمنين بعز يعز الله به الحق وأهله، وبذل يذل الله به الباطل وأهله من مثيري الفتن ومروِّجي الشبهات؛ ذلك لأن الله تعالى هو الذي يتولى الصالحين، وهو الذي يدافع عنهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)﴾ (الحج).
تابعوناااااااااااااااااااااااااااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
* الحواشي:
(1) عبد الكريم زيدان، أصول الدعوة، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، 1981، ص 410-411.
(2) عبد الله الصالح، كيف نعيش رمضان؟، دار الوطن للنشر، الرياض، 1411هـ، ص 38.
——————
** رئيس مركز التفكير الإبداعي المشرف العام على إسلام تايمlav,u jugl hgv] ugn hgafihj ;dt jv] ugn hgafim ,jkstih ksth
المفضلات