لماذا اسلموا؟
بين الإستغفار و صكوك الغفران :
يستنكر كثير من النصارى ، حتى الذين لم يسلموا بعد ، فكرة كرسي الاعتراف التي يجلس فيها المذنب إلى القس ليعترف له بذنبه الذي ارتكبه ، وليحصل في نهايتها على صك غفران عن الذنوب التي ارتكبها .
...ويعود سبب رفض العديد من النصارى لهذه العقيدة إلى ارتباط المغفرة بشخص إنسان يمكن أن يخطئ ويصيب، يقول "القس فوزي سمعان " عن هذه الصكوك : " كيف يملك عبد حقير لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً أن يغفر الذنوب لعبد مثله ؟ ولماذا هذه الوساطة إذن ؟ وما هي حقيقة الترتيب والتسلسل في عملية الاعتراف ؟
وإذا كان النصارى البسطاء يعترفون للقس،والقس يعترف للبطريرك، والبطريرك يعترف للبابا فلمن يعترف البابا إذن ؟ هل يعترف لله ؟ .
وهذا التساؤل حول حقيقة صكوك الغفران أدت بالسياسي والمفكر " الدكتور مراد هوفمان " إلى أن يقف كثيراً عند قول الله تعالى : ( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم، الآية 38). ذلك لأنه " لا بد أن تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد ، لأنه يدعو في ظاهر الأمر إلى النقيض .
ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ أخلاقي ، وإنما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان أساساً وجوهراً لفكر ديني ، وهما :
1- إنها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة .
2- إنها تستبعد ، بل وتلغي تماماً ، إمكانية تدخل فرد بين الإنسان وربه ، وتحمل الوزر عنه .
والمقولة الثانية هذه تهدد ، بل وتنسف مكانة القساوسة ، وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطاتهم بين الإنسان وربه ، وتطهيرهم الناس من ذنوبهم .
أما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر ، فقد شكل لي أهمية قصوى ، لأنه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية ، مثل : ضرورة الخلاص ، والتجسيد ، والثالوث ، والموت على سبيل التضحية " .
هذا ولم تقتصر شكوك النصارى بعقيدتهم على الأمور العقائدية الهامة كعقيدتي الصلب وصكوك الغفران ، بل إن هناك أموراً أخرى ساهمت في نفور أهل المسيحية منها ، عن هذه الأمور يتحدث الفرنسي "علي سليمان بنوا" فيقول: " مما كان يباعد بيني وبين المسيحية ، أنها لا تحوي من تعاليمها شيئاً يتعلق بنظافة وطهارة البدن ، لا سيما قبل الصلاة ، فكان يخيل لي أن في ذلك انتهاكاً لحرمة الرب، لأنه كما خلق لنا الروح فقد خلق لنا الجسد كذلك ، وكان حقاً علينا ألا نهمل أجسادنا .
ونلاحظ كذلك أن المسيحية التزمت الصمت فيما يتعلق بغرائز الإنسان الفسيولوجية ، بينما نرى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينفرد بمراعاة الطبيعة البشرية .
كما أن من بين آيات القرآن الذي أوحى الله به منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً ما يحمل نفس النظريات التي كشفت عنها أحدث الأبحاث العلمية ".
N.T
مشاهدة المزيد
glh`h hsgl,h ? fdk hghsjythv ,w;,; hgytvhk >>>>
المفضلات