يا ظالمنى !
بقلم / محمود القاعودأشهد أن الإنسان يحار وتضيق به السبل ، وتضعف قوته وتقل حيلته ، إزاء امرأة عاهرة تدعى الشرف والفضيلة والعفاف والطهر والنقاء ، بل إنها لا تجد أى حرج مطلقاً فى أن ترمى الشرفاء بما فيها من خصال فاحشة منحطة وتذهب إلى أنها هى حارس الفضيلة والأخلاق وأنها ملاك يمشى على الأرض مهمته نشر الفضيلة !!
نموذج هذه المرأة العاهره، نجده يتكرر بشكل دائم فى شتى مجالات الحياة .. فالسفلة من أبناء الشيطان وأعداء الله يدعون دائماً أنهم هم المصلحون والعقلاء والحكماء والذين توجد لديهم حلول لجميع المشاكل وأنهم يريدون نشر العدل بين الناس والانتصار للمظلومين والدفاع عن المُهمّشين .. تماماً كما يصفهم الحق سبحانه وتعالى :
(( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )) ( 11 – 12 ) .
والغريب أن هؤلاء الحمقى يستخدمون مصطلحات عديدة لنشر تقيحات فكرهم الضال العفن المعادى لله ورسوله ، من قبيل ” “الليبرالية ” و ” المواطنة ” و ” التنوير ” و “ رفض التمييز ” و” قبول الآخر ” و ” الدين لله والوطن للجميع ” …. إلخ .”
ولندلل بمثال بسيط جداً على صحة ما نقول ..
معروف لأدنى متابع أن نصارى مصر اليوم ، قد حاربوا الإسلام كما لم يحاربه اليهود وعباد البقر وأتباع أى ملة أو نحلة أخرى فى جميع أنحاء العالم منذ بدء الدعوة الإسلامية وحتى يومنا هذا .. ومعروف أيضاً أن نصارى مصر هم من قاموا بتأسيس مئات المواقع الإليكترونية التى تسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بأوسخ الألفاظ ، وهم من قاموا ببث 25 فضائية ناطقة باللغة العربية كلها سباب رخيص فى حق الرسول الأعظم والقرآن الكريم وازدراء لزوجات الرسول الأعظم وخاصة الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضى الله عنها وعن أبيها ، وهم من قاموا بإنشاء غرف محادثات صوتية بالإنترنت ، تسب الرسول الأعظم على مدار الساعة ، وهم من قاموا بالدعوة لفدرلة مصر وتفتيتها وتقسيمها وإقامة دولة صليبية فى جنوب مصر ، وهم من قاموا بالتظاهر فى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا من أجل تحريض الغرب على غزو مصر وقتل مسلميها ، وهم من يسرقون أملاك الدولة ويعتدون على القانون وينتهكون الحرمات ، وهم من يخزن الأسلحة فى الكنائس ، وهم من قتلوا مواطن مسلم فى أحداث أبو فانا وهم من كشفوا عورة مسلمة قبل وقوع أحداث الكشح ، وهم الذين لا يلتزموا بالقانون ويقولون أن أى شئ يخالف الأناجيل لن يطبق أو ينفذ عليهم ، وهم الذين يدعون لحذف نصوص من القرآن الكريم ، وهم من يُكفرون المسلمين ، وهم من يربوا أبناءهم على كراهية الرسول الأعظم والمسلمين ، وهم من يلقوا محاضرات فى الكنائس كلها سخرية من الإٍسلام ، وهم من يريدون التحول إلى قوة عظمى لا تحترم مشاعر أغلبية ساحقة من المسلمين ليفرضوا إرادتهم على دولة مسلمة وشعب مسلم ، وهم من يخطفوا من يُشهر إسلامه من النصارى ، وهم من يُغرروا بالمسلمات القاصرات فيزوجوهن من نصارى ويُسفروهن إلى كندا وأستراليا وأمريكا وإيطاليا ، وهم من يقومون ببناء كنيسة فى قرى ومدن ومحافظات لا يوجد بها نصارى مطلقاً ، وهم من اشتروا وسائل الإعلام لتدق طبول الحرب ، وهم من عمدوا بعض الصحافيين الشواذ الذين ينطقون بألسنتهم ويكتبون أفكارهم . … وهم … وهم ……
وبعد كل هذا إن قام مسلم بالرد – دفاعاً عن إسلامه ووطنه – فى مقال أو مدونة أو جريدة إليكترونية أو فيديو .. تقوم الدنيا ولا تقعد .. ويخرج خنازير الوسط الصحفى ليتحدثوا عن ” “الفتنة الطائفية ” و “ الإبادة الجماعية ” و ” الأمن القومى ” و ” السلم الاجتماعى ” و “ الخطر الذى يهدد مصر ” و ” التطرف الوهابى ” و ” التعصب ” و ” الكراهية ” و ” بغض الآخر ” و ” الجماعات الإسلامية الممولة من إسرائيل لتفيت وحدة الشعب المصرى ” و ” عاش الهلال مع الصليب ” و ” ثورة 19 نموذج الوحدة والحب ” و ” الاحتقان سببه المتطرفين الاسلاميين ” و ” الدمار يحيط مصر من كل جانب ” و “ احذروا مؤامرات الإسلامويين ” و ” المناهج الدراسية التى تثير الكراهية وتنبذ الآخر ” و ” فتوى تحرم بناء الكنائس فى المدن الجديدة ” و ” طلاب الطب من الأقباط يحصلون على امتياز طوال أربع سنوات وفى السنة الخامسة يحصلون على جيد ” و ” لابد من الاعتراف بأن هناك مشاكل تخص الأقباط يجب أن تحل ” ” نعم هناك تمييز ضد الأقباط ” و ” الدين لله والوطن للجميع ” و ” قداسة البابا شنودة الرجل الوطنى الحكيم ” و ” لماذا لا يتحدث المتطرفون عن الأحداث الجارية بدلاً من إثارة الفتن ” … إلخ “
وما يفعله هؤلاء الخنازير هو عين ما تفعله ال#### المومس التى تدعى الشرف والطهر .. فعندما يسب النصارى الرسول والقرآن الكريم ويحرضون الغرب على غزو مصر وتقسيمها وعندما يرفض الكائن المسمى ” “شنودة الثالث ” تنفيذ أحكام القانون وعندما يقتل البلطجية من الرهبان مسلم رملوا زوجته ويتموا أطفاله وفطروا قلب أمه وعندما يغتصبوا أراضى الدولة ويبنون فوقها كنائس وأديرة وعندما يسبوا الرسول الأعظم فى محاضراتهم بالكنائس وعندما يخزنوا الأسلحة بالكنائس .. فهذا هو عين الوطنية والحب والتسامح والتآخى والأمن والأمان والطيبة والحنان وهذا هو ما يعمق أواصر الوحدة الوطنية ويُشيع التسامح بين المسلمين والنصارى ، ويبعث على الاستقرار والاطمئنان .. أما أن يرد مسلم انتصاراً لدينه ووطنه وعرضه فهو الإرهابى الصهيونى المحرض على القتل المشجع للكراهية المنادى بالفتنة الطائفية ، والخطر المحدق على مصالح مصر !!!”
أى أن رد الاعتداء والدفاع عن النفس من قبل نجاسات الأقذار الذين يسبون الإسلام ويدعون لقيام دولة صليبية فى جنوب مصر ، هو الفتنة والخطر ! بينما سب الإسلام والدعوة لإعلان الحرب على مصر هو الأمن والسلام والوئام !!
يذكرنى منطق القحاب الذى يتعامل به نصارى مصر مع أى مسلم يدافع عن عقيدته ووطنه بكلمات أغنية ” “يا ظالمنى ” التى غنتها ” أم كلثوم ” إذ تشرح كلمات الأغنية موقف محب ضاق ذرعاً من حبيبه الظالم ، الذى لا يتحمل أن يصارحه محبه بأنه ظالم فيعتبر ذلك نوعاً من الإهانة ويخاصمه ! : “ يا ظالمنى .. يا هاجرنى . تحيرنى وتضنينى .. ولما أشكى تخاصمنى .. وتغضب لما أقولك يوم يا ظالمنى .. ” !”
وهذا هو ما يتعامل به نصارى مصر مع أى مسلم .. فحلال لهم سب الرسول الأعظم وإهانة القرآن الكريم والتشنيع على زوجات الرسول ، وعندما ينتقد مسلم فضائح كتابهم المقدس تقوم الدنيا ولا تقعد .. حلال لهم فصل أساتذة الجامعات من المسلمين وتشريدهم بحجة القول بتأليف كتابهم المقدس وأنه لا يمكن أن يكون وحى الله .. حرام على المسلمين أن يطالبوا شنودة الثالث بفصل القمص الخنزير النجس الشاذ الذى ينبح من خلال عدة فضائيات يسب الرسول الأعظم .. حلال لهم غلق صحف تنشر فضائح القمامصة والقساوسة وممارساتهم الجنسية مع النصرانيات .. حرام على المسلمين المطالبة بغلق جريدة ” “وطنى ” التى تثير الفتنة الطائفية .. حلال لهم المطالبة بإقامة دولة صليبية فى جنوب مصر حرام على المسلمين التنديد بذلك .. حلال لهم تحدى القانون والدولة وسرقة أراضى الدولة حرام على المسلمين الاعتراض .. حلال لهم عندما يتقدموا بمشروعات قرارات فى الكونجرس الأمريكى لإدانة مصر وعندما يرد مسلم فهو يشذ عن الموضوع ولا يلتفت للأحداث الجارية !!”
منطق عجيب جدا وشاذ جدا ويدل على أن من يستخدمه شاذ فى كل شئ وعلى استعداد أن يفعل أى شئ مهما كانت حقارته ووضاعته .. ورغم ذلك فهذا المنطق لم يعد ينطلى على أحد وبات موضة قديمة قذرة عفنة لا يشغل أآ إنسان نفسه بها إلا من فى قلبه مرض .. فطالما يكذبون .. سنجد من يفضحهم .. وطالما يعتدون سنجد من يرد عدوانهم .. وطالما يستهبلون سنجد من يعيد الصواب إليهم .. والبادئ أظلم ومنحط وسافل .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .dhhhhhh/hglkn
المفضلات