إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأسهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ,,,
قال الله عز وجل : " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " آل عمران 31
إن الناظر إلى حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رسولهم وحبيبهم ليقلب كفيه عجبا
لكن لما العجب ؟
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال يوما :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة ؟ فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة ؟ فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها ؟ قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2385
خلاصة الدرجة: صحيح
لماذا فرح الصحابة هذا الفرح الشديد ؟
لأنهم لم يكن أحد أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يحبونه حقا
وأقول حقا لأن أغلب أهل الأرض أدعياء لأن دليل المحبة كما قال الله في الآية السابقة هو الاتباع
وقد سماها السلف آية المحنة لأنها وضعت أغلب الناس في محنة اذ أن الذي لا يتبع لا يحب على الحقيقة .
أما الصحابة فقد ضربوا لامثل الأعلى في الحب الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولقد صح عن علي رضي الله عنه أنه كان يمشي مشية رسول الله حبا
بل صح عن ابن عمر أنه كان يحب أن يبول في المكان اللذي كان يبول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألهذه الدرجة ! نعم إنها المحبة الحقيقية التي اذا سيطرت على قلبك وهو محل الحب تأثرت به كل الجوارح فإنه كما يمد القلب الجوارح بدماء الحياة
يمده أيضا بتأثيرات هذه المحبة فيتشبه المرء بحبيبه في كل حالاته في هيئته ومشيته ونومه وطريقة أكله
وكل شيء هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لذلك علوا ومكن الله لهم وقد كانوا أذلة فعزهم بهذا ..
أنا أقدم بهذه المقدمة لبحث أقدم عليه في مسألة فرضية اللحية سأضعه بين أيديكم مختصرا الغرض منه إثبات أن اللحية فرض أو سنة واجبة يأثم تاركها ...
لكن مقدمتي هذه لكي أهيج فيكم وأنا أولكم أمرا هاما حتى نعود عودة حقيقية لما كان عليه السلف الأول رضي الله عنهم ..
لا يلزم أن نثبت أن اللحية فرض لكي يمتثل المرء لإعفاءها لا يلزم أن نتكلم في عقوبات حلق اللحية حتى تقدم على إعفاءها .
لكن يكفيك أن تكون في محبتك صادقا مع نفسك إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا لا تتشبه به لماذا لا تقلده وإن لنا فيه أسوة حسنة
لماذا لنضحك كضحكه ونمشي كمشيته ونتكلم بطريقته لماذا لا يتملك حبه شغاف قلبك ويتخلل كل كيانك فلا ترى في الدنيا غيره ..
ترى هل الصحابي الذي كان يذهب ليبول في مكان كان يبول في رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتاج لأن يعرف عن أي أمر فعله النبي عليه السلام أو قال به هل هذا فرض أم لا
كلا إنهم يحبون حقا فهل أحببت نبيك حقا " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني " إن كنت تحب الله ورسوله فاتبع رسوله ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه ابو داود حسنه الألباني في موضع وصححه في موضع .
ولا محالة في انك تتشبه فإنك إن أعفيت لحيتك تتشبه وإن حلقتها تتشبه فاي قوم تحب أن تكون منهم ... وقفة مع النفس ..
الأمر الثاني : الانتماء والفخر
وهو أمر نتفق عليه جميعا وهو :
هل يشك أحدا في أن الشاب الملتحي المطلق لحيته أنه مسلم ؟
لا يشك أحد مطلقا أنك مسلم بل ومسلم سني لأن شباب الشيعه لا يطلقون لحاهم وكذلك المبتدعة
ألا يبعث ذلك بالفخر والعزة أن تمشي والكل يعلم أن هذا مسلم والله إنها العزة يا إخواني ...
فلا يلزم لكي تطلق اللحية أن تعلم أهي فرض أم لا ..
الأمر الثالث :إنك تذكر بالله !!!!!
نعم أخي الكريم تذكر بالله بل يهابك الكبير والصغير فلا يفعل أمامك منكرا لأنك تذكره بالله فلا يصخب أمامك ولا يسب ولا يشرب سيجارة وغيره ..
ويحترمك ويسميك شيخا ويحترمك احتراما كبيرا .. ويذكر الله أمامك
إنها العزة والقبول الذي يضفيه عليك رب العزة لأنك تقتضي بنبيه حبا ورغبتا
ألا يكفي ذلك أن تقتضي به وتتأسى به وتتشبه به بغض النظر عن فرضية الحكم من عدمه
بلى , : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْكَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا { الأحزاب:21)
لمن كان يرجوا الله
ومع ذلك فها أنا أضع بين يديكم حكم وجوب إعفاء اللحي سنسرد الأدلة ثم نستخلص الحكم
يتبع ...hggpdm fdk hgtvqdm ,hghkjlhx
المفضلات