فهذه وصية من أهل العلم لأمة الإسلام التي تاهت عن عز لا يزال بين يديها وسؤدد لا يزال قريبا من ناظريها ...
فلله درك يا أمة الإسلام
تحرري فلطالما كنت عزيزة أبية شامخة على الغرب والشرق ...
تمسكي بهويتك فلطالما كنت متميزة في دينك ودنياك ...
عودي إلى أصولك وتمسكي بدينك وودعي غثائيتك ...
ويا كل مسلم ساهم معنا ولو بالقليل فالمسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه ...
شارك بما تقدر عليه من قبل أن يأتي عليك يوم لا تقدر فيه على شيء ...
ولا تحقرن شيئا تقدمه لدينك فقد يكون به ثقل الميزان بين يدي الله ...
وبالله عليك لا تأخرنا بسبب عدم التزامك بشرع الله فقد تكون أنت سبب تأخير النصر عن الأمة ...
أحبتي في الله:
إن من أظهر صور التبعية الغربية في عصرنا الحاضر ما يسمى بالمظاهرات التي لا تلبث أن تبدأ سلمية ثم تتحول إلى بركان متفجر يوقد أوارها مثيري الفتن وتجارها .
أذكر عندما قامت مظاهرة قيل للجياع في مدينتي وما هو إلا وقت قليل وأوقدت شرارة الفتنة وتحولت فئة من المتظاهرين بغضبها المزعوم وصبت جامه على المدارس حرقا وتحطيما وسرقة ... نعم فتحت غرف مناهل المعرفة وسرقت الحواسب وشاشات العرض وتركت قاعا صفصفا ... فماذا كانت الفائدة؟
كم أحرقت القاهرة قديما وحديثا تحت لواء التظاهرات بل وفي كثير من التظاهرات أحرقت وسرقت سيارات المواطنين ومحلاتهم وضرب وجرح وقتل عدد لا حصر له من الناس بأيدي جلاديي النظام ... فماذا كانت الفائدة؟
يقول بعض مثقفي العالم العربي :
الجماهير الغاضبة نتيجة عدم العدالة في توزيع السلطة والثروة من قبل أجهزة الحكم، تدفع بالمواطنين أن يقدموا على تدمير الممتلكات الخاصة بالدولة في نظرهم، مع ان هذه المؤسسات الحكومية تقوم على تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، مما يؤشر على فشل السياسات الحكومية في جانب التثقيف، الذي يركز على الولاء على حساب الانتماء، فلا يشعر المواطن في الالتصاق بالوطن، مادام هذا الوطن مقتصرة فوائده على السلطة وأتباعها، الذين يغتنمون وجودهم في السلطة للنهب والسرقة من أموال الشعب، وبالإهمال في تلبية احتياجات المواطنين.
إن سياسة تكميم الأفواه، وطغيان ممارسة الأجهزة الأمنية القمعية، وعدم إعطاء هامش من الحرية، إلى جانب غياب الديمقراطية، تزيد من حالة الاحتقان لدى الجماهير المغلوبة على أمرها، فتسارع إلى ممارسة التنفيس، بأسلوب التدمير إلى كل ما يقع تحت أيديها، بدون أي شعور بالندم، أو التفكير بأن كلفة هذه المؤسسات من جيب المواطن، دافع الضرائب لخزينة الدولة، التي أقدمت على إنشاء هذه المؤسسات الخدمية. انتهى
أحبتي في الله :
الحكام رزق ... نعم رزق من الله ... ولو أصلحنا ما بيننا وبين ربنا لتحولت قلوب حكامنا لنا لا علينا ... ولرزقهم الله البطانة الصالحة الذين يدلونهم على الخير...
ولن يحدث هذا إلا إذا اختفت المعاصي من شوارعنا على الأقل ...
فإن من أعظم أسباب ضيق العيش مبارزة الله بالمعاصي ...
فهل بيوتنا ترضي الله ؟
وهل تربيتنا لأولادنا ترضي الله؟
وهل أخلاقنا ترضي الله ؟
وهل معاملاتنا ترضي الله ؟
وهل تحاكماتنا ترضي الله ؟
وهل قيامنا بوظائفنا التي أنيطت بنا ترضي الله؟
وهل ؟
وهل ؟
والإجابة لا...
إلا من رحم ربي ... وقليل ما هم.
والنصيحة: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
لماذا دائما نبحث عن حلول جاهلية لحل مشكلاتنا سياسيا واجتماعيا؟
لماذا التبعية للغرب حتى في سفالاتهم وتفاهاتهم وجهلهم؟
ولماذا تغلب على التظاهرات أساليب السوقة والرعاع والبلطجة؟
لماذا السرقة والحرق والاعتداء على الملكيات العامة والخاصة؟
إنها أزمة دين ليس إلا ...
و (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
إننا لو نظرنا سريعا لكلام أهل العلم حول حكم هذه التظاهرات لرأينا اختلافا عظيما وبونا شاسعا بين ما يقوم به المتظاهرون وبين تعاليم ديننا ,,, ولعلي أنقل لكم شيئا من كلام بعض العلماء – جزاهم الله عنا خيرا –
السؤال:
هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب:
لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان
وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
السؤال:ما مدى شرعية ما يسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
الجواب: أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها. والعجبُ من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئاً؟
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.
والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشرّ والفوضى .، وقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصــبر ، وقال: « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية»الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة.
ما هي إلا مــضرّة ...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية...
ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصـــابع خفيّة داخلـــــــية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور.
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
السؤال: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟
الجواب: ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال . فلا تجوز هذه الأمور.
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
وأما عن حكم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة فحدث ولا حرج فإنه لا يشك في حرمة ذلك إلا دخيل على الإسلام؟
وعلى ما تقدم :
لا يجوز شرعا المشاركة في التظاهرات التي يدعى إليها الآن ولا يجوز نشر الدعوة إليها فإنها باب فتنة.
ونسأل الله أن يجنب بلادنا الفتن وأن يولي علينا خيارنا ويكفينا شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته.
اللهم أبرم لهذه الأمة أم رشد وصلاح يرضيك يعز به أهل الطاعة ويهدى به أهل المعصية ويحكم فيه بأمرك .
اللهم قدر لشرعك أن يسود ولدينك أن يحكم ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
آمين آمين آمين ... والحمد لله رب العالمين
وفقكم الله
وكتب ونقل / أبو أنس = أمين بن عباس
hgl/hivhj lk Hsfhf hgtjk
المفضلات