بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام علي المبعوث بالرحمة من الله بشيرا ونذيرا. وبعد:
الله تبارك وتعالي يقول في سورة يوسف
وَرَاوَدَتْهُ الَتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ
الهم : هو حديث النفس بالشئ قيد يفعل الإنسان اولا يفعل والعبارة جاءت في أمر المراودة هي راودتة وهو ممتنع إذن فهناك مفاعلة : اثنان يتصارعان علي شئ أحدهما امرأة العزيز هَمَّتْ بِهِ والطرف الآخر وهو يوسف وَهَمَّ بِهَا فبالنسبة لامرأة العزيز حدثتها نفسها أنها تريده وعندما تكلم الحق عن يوسف قال { وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ }
لو حللنا العبارة تكون : ولقد همت به ولولا أن رأي برهان ربه لهمَّ بها ولو حرف امتناع للوجود .
نقول : لولا زيد عندك لأتيتك فأنا لم آتك لوجود زيد عندك.
بالنسبة ليوسف نقول : لولا أن رأي برهان ربه لهمَّ بها ولولا معناها : أنه لم يهم بها والامتناع حدث لأنه رأي برهان ربه فكأن العبارة : لقد همت به ولولا أن رأي برهان ربه لهم بها , ولكنه رأي برهان ربه فلم يهم بها وتنتهي المسألة .
الحق سبحانه وتعالي يقول : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } ولم يقل ولقد همت به ولم يهم بها . نقول : إن الله سبحانه يريد ان يثبت فحولة يوسف وانه لم يتنع عنها لأنه لا يقدر أو انه ضعيف . فيوسف كامل الرجولة يمكن ان يهمَّ بها ولكن الذي جعله لا يهم بها ان برهان ربه في داخله وهذه البرهان هو الذي جعله لا يهم بها .
..........................
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
من كتاب أنبياء الله - لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله .
jtsdv ,QgQrQ]X iQl~QjX fAiA ,QiQl~Q fAiQh >
المفضلات