بيــن يــدي رمضـــان
لفضيلة الشيخ : محسن أبو عبد الرحمن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا:
بيـن يـدي رمضـــان
كلما اقترب رمضان اقترب واضطرب الخوف في قلب المؤمن
ماذا سيفعل في رمضان ..؟؟
أيها الكرام
رمضان فرصة لمحاسبة النفس ، فرصة لإعادة الحسابات
وترتيب الأوراق في طريقنا إلى الله عز وجل
فان الطريق إلى الله شاقة طويلة ، والجنة آخر هذا الطريق
ولن يُعبر إليها إلا على جسر المشقة والتعب والنصب
وكلما كان القلب في الطريق إلى الله أسلم ،كلما كان سيره إلى الله أسرع ووصوله أتم.
بين يدي رمضان .. يضطرب الخوف في قلب كل مؤمن صادق
ماذا سيفعل في رمضان..؟؟
وماذا ينوي فعله في رمضان ..؟؟
وهل سيخرج من رمضان مغفورًا له أم مسخوطًا عليه ..؟؟
هل سيدخل رمضان مرضيًا عنه أم مصفوعًا وجهه بما قدم وما أخر..؟؟
أيها الكرام
رمضان فرصة .. رمضان فرصة
انظروا إلى سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
((إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار
وسلسلت الشياطين ومردة الجن))
~ يا الله ~
انظر إلى الخير الذي في رمضان حتى تعرف كيف تستقبل هذا الخير ..
بأي قلب ستدخل رمضان ..؟؟
بأي نفس تستقبل رمضان ..؟؟
هل تنوي فعلًا أن تحصل هذا الخير أم لا..؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
((وينادى من قبل السماء يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -
ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار)) .
اللهم بلغنا رمضان
وسلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلًا يا رب العالمين.
انظروا يا شباب
إذا كان شهر رمضان ، فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار
وسلسلت الشياطين ومردة الجن ..!!
بل والأعظم من هذا كله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.
~ يا الله ~
تخيلوا يا شباب إكرام الله في رمضان ..!!
كل ليلة عتقاء من النار
كل ليلة أناس الله سبحانه وتعالى يعتقهم من عذابه ونيرانه
يا لسعادتهم يا لفرحتهم
حينما يقال لهم قد أعتقت من النار رقابكم فاعملوا ما شئتم قد غفرت لكم
اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب.
تخيلوا ..
لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار
"عتقاء" ليسوا بالعشرات ولا بالمئات ولا بالألوف ولا حتى بالملايين
بل لا يحصيهم عددًا إلا الذي خلقهم
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.
والسؤال كم مرت بك سنين يا عبد الله ..؟؟
كم مر بك من رمضان يا عبد الله ..؟؟
فهل أُعتقت رقبتك يا عبد الله في أي عام مضى ..؟؟
هل أعتقت رقابنا من النار في أي عام مضى ..؟؟
لو أنها أعتقت فيما مضى ما كان هذا حالك اليوم ..!!
لو أعتقت فيما مضى ما كان هذا حالك اليوم ..!!
اللهم اعتق رقابنا من النار ، ونجنا من عذاب النار ، واجعلنا من اهل دار القرار
الذين رحمتهم يا رحيم يا غفار
أيها الكرام
إن شهر رمضان فرصة .. فرصة عظيمة قد لا تعوض
فرصة أن أحيانا اللهُ إلى هذه الأيام فرصة أن اللهَ أحيانا سندخلُ رمضانَ جديدًا
وإلا فكم من أناسٍ كانوا معنا في رمضان الماضي هم الآن تحت أطباق الثرى قد سوا بالتراب
وصار أنيسهم الدود ولا يعلم حالهم الآن إلا الله ..َ!!
يا رب سلم سلم
تخيلوا يا شباب ..كم من أناس كانوا معنا في رمضان الماضي
هم الآن تحت أطباق الثرى
من رمضان إلى رمضان أحداث وأحداث وأحداث ، أمور تغيرت ، أحوال تبدلت
عاش أناس ومات أناس ، مرض أناس وحيا أناس ، أفتقر أناس وأغتن أناس
أعز أناس وأذل أناس
من رمضان إلى رمضان أحداث وأحداث
اللهم سلم يا رب سلم
من رمضان إلى رمضان أحداث وأحداث
فالحمد لله أن حييتَ يا عبد الله اليوم
الحمد لله أن اللهَ أبقانا هذهِ الأيام كي نحيا رمضان جديدًا
اللهم بلغنا برحمتك رمضان اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلًا.
رمضان فرصة .. فرصة عظيمة
لله في كل ليلة عتقاء من النار تفتح أبواب الجنان ، تغلق أبواب النيران
تسلسل الشياطين ومردة الجن
بل وينادى من قبل السماء يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
إذا علمنا هذه الخيرات كلها في رمضان ..!!
فاعلموا أن أشقى الناس من يخسر رمضان ، وأخسر الناس من يضيع رمضان
وأظلم الناس من يخسر خير رمضان
لذلك خسارةُ رمضان خسارةٌ ضخمة ،خسارةٌ عظيمةٌ
((النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم صعد منبره الشريف وكان منبر النبي ثلاث درجات
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كلما صعد درجة من درجات المنبر قال : آمين ،
وجهر بصوته
فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : آمين ، وجهر بصوته
فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين وجهر بصوته عليه الصلاة السلام
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم خطبته ونزل من على منبره
قال له صحابته : يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
ما لنا سمعنا منك شيئًا لم نسمعه قبل ذلك ..؟؟ إي آمين آمين آمين ..
نحن نذكر هذا الحديث لماذا ..؟؟
أحد يذكر لم نقول هذا الحديث ..؟؟
حديث من أروع ما يكون نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يجعلنا من هؤلاء
نتحدث عن من ..؟؟
نتحدث عن من يخسر رمضان نتحدث عن الخيبة والخسارة العظيمة
التي تنال الإنسان الذي يخسر رمضان
النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يعرفنا أن الذي يخسر رمضان لا يستحق رحمة الله
الذي يخسر خير رمضان إنسان شقي تعيس
قال له صحابته : يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أتاني جبريل فقال: يا محمد يا محمد رغم أنف عبدٍ
-أي ألصقت بالرغام وهو رمل الصحراء ، ألصقت أنفه بالتراب-
أدركه شهر رمضان فلم يغفر له قل آمين فقال رسول الله آمين
وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام : لقد أتاني جبريل فقال: يا محمد خاب وخسر
خاب وخسر من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له قل آمين فقال رسول الله آمين
وفي رواية ثالثة وهي أشدهم قال جبريل : يا محمد من أدركه شهر رمضان
فلم يغفر له أبعده الله في النار أبعده الله في النار قل آمين فقال رسول الله آمين )).
سلم يا رب سلم
من أدركه رمضان فلم يغفر له أبعده الله في النار ..!!
ولك أن تتخيل أخي الكريم حجم المأساة
عبد دعا عليه سيد ملائكة السماء "جبريل"
وأمَّنَ على الدعاء سيد البشر والأنبياء "صلى الله عليه وسلم"
أيرجى لمثل هذا العبد فلاح بعدها ..؟؟!!
أيظن أن يرى خيرا بعدها ..؟؟!
لا والله فنسأل الله أن لا يجعلنا من هؤلاء
هل تتخيلون عبد .. من الذي يدعو عليه ؟؟ سيد ملائكة السماء
من الذي يؤمن على الدعاء ..؟؟ سيد البشر والأنبياء عليه الصلاة والسلام
فإياك أن تكون هو هذا .. إياك أن تكون هو فلن ترى فلاحًا بعدها ولا خيرًا بعدها
لذلك يا إخواني رمضان فرصة .. رمضان فرصة
فحتى لا نخسر رمضان كما نخسره كل عام
نريد أن نتجنب خسارة رمضان هذا العام ، لا نريد أن نخسر
لأن الذي يخسر رمضان يخسر الله
من لا يرضى عنه ربه في رمضان متى يرضى عنه ..؟؟!
من أجل ذلك يجب أن نتعلم لماذا نخسر رمضان ..؟؟
"عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه"
لماذا نخسر رمضان ..؟؟
أولا : لأننا لا نستعد لرمضان كما ينبغي
قد كان نبينا وحبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل عليه شهر شعبان
صام شعبان كله وفي رواية إلا قليلًا ..
القليل هذا يمكن أن يكون كم يوم ..؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين ))
أي أنه كان يصوم 27 يوم أو 28 يوم من شعبان
ولذلك قالت عائشة كان رسول الله يصوم شعبان كله وفي رواية إلا قليلا
لماذا .. ؟؟استعدادًا لرمضان.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لرمضان بصوم أكثر شعبان
وكان سلفنا رضوان الله عليهم أجمعين كانوا قبل أن يأت رمضان بستة أشهر
يدعون الله أن يبلغهم إياه فإذا انتهى رمضان دعوا الله بقية السنة أن يتقبل منهم رمضان
وكان السلف إذا دخل عليهم شهر شعبان أغلقوا حوانيتهم وأقبلوا على القرآن والصيام والذكر والقيام يستعدون لعتق النيران في رمضان.
فماذا أعددت أنت لعتق رقبتك يا عبد الله ..؟؟
يا ترى ماذا أعددنا ..؟؟
بماذا نستعد لرمضان ..؟؟
بما يلبي نداء الشهوات .. أكل وشرب ومسلسلات ..!!
لذلك نخسر رمضان كل عام لأننا لا نحسن أن نستعد لرمضان
استعدادًا يليق
,..,,..,,..,,..,
الأمة في رمضان تستهلك أضعاف ما تستهلكه طيلة العام
فإذا لم يكن شهر صيام ماذا كنا سنفعل ..؟؟!
لذلك بعض السلف سئل ماذا تقول في الرجل يأكل في اليوم أكلة ..؟؟
قال : طعام الصديقين
قيل له فالرجل يأكل أكلتين ..؟؟
قال : طعام المؤمنين
قيل فالرجل يأكل في اليوم ثلاث أكلات ..؟؟
قال : لا قل لأهله يبنوا له معلفا ..!! هذا لا ينفع معنا في الطريق إلى الله .
فإذا لم يكن شهر صيام ماذا كنا سنفعل ..؟؟!.."شهر صيام"
فإذا لم تؤدب نفسك في رمضان بقلة الأكل والشرب وقلة ما تريده النفس
فمتى تؤدبها ..؟؟
الله سبحانه وتعالى في رمضان حرم علينا شهوة البطن والفرج خاصة .. مع أنهما حلال
لماذا ..؟؟
العلماء يقولون لأن أول معصية عصي الله بها في السماء كان بسبب شهوة البطن
لما أكل آدم من الشجرة فعلمت نقطة ضعف ابن آدم الأولى
وأول معصية عصي الله بها في الأرض كانت بسبب شهوة الفرج
لما قتل قابيل أخاه هابيل من أجل امرأة فعلمت نقطة ضعف ابن آدم الثانية
فأراد الله في رمضان أن يُدرب خلقه وعباده على ترك هاتين الشهوتين لله
أرأيت لماذا تصوم ..؟؟ لماذا يحرم الله عليك الحلال ..؟؟
حتى تكون عبادة بالقهر .. امتثال رغمًا عن الأنف
لذلك ترى الأمة كلها في نهار رمضان صائمة .. الكل يحقق تمام العبودية لله سبحانه وتعالى.
لماذا نخسر رمضان ..؟؟
ثانيا : لأننا ندخل رمضان دون توبة نصوحة والتوبة عنوان سعادة العبد
الناس تدخل رمضان وتظن أن رمضان بداية صفحة جديدة مع الله
بداية التوبة ، بداية الإقبال على الله
انس هذا الكلام ..!! لأن هذا الكلام ليس صحيحا.
على الحقيقة أيها الأحبة رمضان جائزة وخاتمة لمن اجتهد طيلة العام في مرضاة الله
يأتيه رمضان جائزة
يدخل رمضان فتحت له أبواب الجنة ، غلقت له أبواب النار تعتق رقبته من عذاب الله
الله يجازيه برمضان .. فيجعل رمضان له جائزة
يصوم صياما تُغـفَرُ به الذنوب ويقوم قياما تُـغفَر به الذنوب
جائزة ما قدم طيلة العام من اجتهاد وعبادة لله ..
قد يقول قائل أنا أسأت في ما مضى أن لم أطع الله حق الطاعة في ما مضى
خسرت رمضان هذا العام ..؟؟؟
نقول .. لا أنت لو تتعامل مع البشر التجارة صحيح تكون خاسرة
لكنك تتعامل مع من سبقت رحمته غضبه
مع من سبق عفوه مؤاخذته مع الملك الكريم التواب الرحيم
الذي يقبل توبتك حتى حال غرغرة الروح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))
نسأل الله عز وجل أن يتوب علينا اللهم تب علينا توبة نصوحة يا رب العالمين.
يا شباب لا تيأسوا لا تقنطوا لا تملوا لا تسأموا
فنحن نتعامل مع رب كريم عفو تواب رحيم قال عن نفسه :
((كتب ربكم على نفسه الرحمة ))
الله غفور ، الله تواب ، الله رحيم ومن رحمته ومن إحسانه
أنه لا يتوب تائب أبدًا بقدرته ، بقوته ، من عند نفسه
لن تتوب إلا بفضل الله عليك
لذلك قال الله في حق الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله :
((وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم
وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ))
لا بد أن يتوب الله عليك أولا ...
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))
لتكن توبتكم صادقة كتوبة هؤلاء
الله أرحم بنا من أمهاتنا الله أرحم بنا من آبائنا أرحم بنا من أبناءنا
سبحان الله .. الله أرحم بك من كل أحد .fdk d]d vlqhk gtqdgm hgado : lpsk Hf, uf]hgvplk
المفضلات