بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،محمد بن عبد الله الرسول الأمي الصادق الأمين ، وعلى آل بيته وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في محكم التنزيل " ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " الجاثية 18.
* مقدمة ضرورية
يخرج علينا أعداء الدين كل يوم بشبهات ممزقة مهترئة ، ليس لهم غاية في اخرجها غير الطعن في الإسلام ولو كان هذا الطعن على حساب دينهم ومعتقداتهم ،فنيران الحقد تأكل القلوب وتميت أصحابها غيظاً " قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" .
عن ابن عمر أنه كان إذا اشترى جارية كشف عن ساقها ووضع يده بينثدييها وعلى عجزها وكأنه كان يضعها عليها من وراء الثيابالراوي: نافع مولى ابن عمر المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/201
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ويستنكر النصراني كيف يكون في الإسلام جوارٍ ، وكيف يخرج هذا الفعل من أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، وكيف يمكن أن يحدث هذا الفعل أمام الناس وأنه فعل فاحش ، وأن الشريعة الإسلامية تهين الإنسانية بإباحة العبودية وأن هذا الأمر غير موجود في الديانات المتحضرة .
ولا شك عندي أن هذا النصراني متأثر بالأفكار التي رُسِمت في عقله الصغير من خلال ما يراه على شاشات العرض وما يُحكى في قصص التسامر واحكي يا شهرزاد وكيف أن الجوارِ تُباع في الأسواق عاريات متطيبات ، وتغاضى عن الحقيقة المريرة التي يعيشها بنو جلدته اليوم في الدين الذي يعتبره متحضراً حيث تُعرض نسائهم عاريات متبرجات في شوارع مدنهم ويتم وضعهن في واجهات محلات بيع الهوى بأسعارهن وعرضهن في الفضائيات وعلى صفحات الإنترنت .
وقبل أن نفند هذه الشبهة يجب أن نبين حقيقة ما ادعى هذا الأفاك أن الإسلام قد أباح العبودية وأن الديانات التي أسماها بالمتحضرة خالية من العبيد والجواري ، وكم هو صائب في التسمية حين قال متحضرة فدينهم بالفعل يواكب الحضارة ويتغير على حسب مقتضياتها واحتياجاتها .
السبي في الكتاب المقدس
(التثنية)(Dt-21-10)(. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا)
(صموئيل الثاني)(Sm2-5-13)(واخذ داود ايضا سراري ونساء من اورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد ايضا لداود بنون وبنات.)
التمتع بالسبايا في الكتاب بالمقدس
(التثنية)(Dt-20-14)( وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة من أسلاب، فاغنموها لأنفسكم، وتمتعوا بغنائم أعدائكم التي وهبها الرب إلهكم لكم.)
السبي قد يكون عقاب من الله في الكتاب بالمقدس
(ارميا)(Jer-22-22)(كل رعاتك ترعاهم الريح ومحبوك يذهبون الى السبي فحينئذ تخزين وتخجلين لاجل كل شرك.)
إباحة وجود العبيد والجواري
(الخروج)(Ex-20-17)( لا تشته بيت غيرك. لا تشته امرأة غيرك ولا عبده ولا جاريته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما له--. )
فأين الديانات المتحضرة التي تتكلم عنها ؟ فلا أظنك تعني الكنفوشية والماجوسية بهذا اللفظ !
لماذا إذاً يوجهون هذه الطعون للإسلام ؟
الإجابة بكل وضوح لأن الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي أتى بشريعة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ، دين عالج جميع مشكلات الحياة بلا استثناء بنظام اقتصادي واجتماعي وسياسي بتشريع سماوي ، فأي تشريع وأي شارع بعد تشريع رب العالمين ؟!
هذا هو السبب الذي من أجله تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يجدون تشريع لا يوافق هواهم ، هذا هو الحسد بعينه . كيف أن الإسلام يهتم بفسافس الأمور فضلاً عن عظيمها وكيف أن الإسلام اهتم بالنظام الاجتماعي بداية من الخلية الاجتماعية " الأسرة " وحتى المجتمع ككل !
لقد اهتم الإسلام بالأسرة والزواج وحث على التزاوج لصيانة النفس وعفتها وأمر بالتناسل لتزداد الأمة قوة بأبنائها ووضع نظام التعدد لحل العديد من المشكلات وحدد العلاقة بين الرجل وزوجته وبين الرجل وما ملكت يمينه وبيّن حقوق الزوجات وحقوق الأزواج ، وبيّن الفرق بين الحر والعبد وبين الأمة والحرة وحكم هذا وحكم ذاك ، فبالله عليك عزيزي القارئ أي دين يمكن ان يكون مرشداً ودليلاً لمن اتبعه غير دين الإسلام ؟!! ... بالمقابل نجد أن دين النصارى يحرض على وجود جيل من الخصيان ويحرض على عدم التناسل من أجل دخول الملكوت ، فلم يكتفي بتوجه أتباعه إلى كبح الشهوات بل دفعهم إلى ما هو أكبر من ذلك هو خصي أنفسهم لينالوا ملكوت الله
(اشعياء)(Is-56-4)(لانه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرني ويتمسكون بعهدي.)
(انجيل متى)(Mt-19-12)(لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات.من استطاع ان يقبل فليقبل)
فهل كان يسوع من هؤلاء أم انه كان رجل سوي ؟!
هكذا هو ديننا عزيزي القارئ بتشريعه الكامل ، ويجب أن يعرف القوم كبيرهم وصغيرهم أن المقاييس الأخلاقية هي ما شرّعها الشارع وليس ما ترون أنه هو الأفضل أو الواجب وليس هناك حرج من قبول التشريع ..فالحاصل أن المعايير الأخلاقية عندنا هي التي شرّعها لنا الدين ونحن نقيس عليها لنعرف إن كانت المسألة مقبولة أم مرفوضة وليس المعايير هي ما يضعها الإنسان ويفترضها ، فلا نقبل بمعاييركم كي تقيسوا عليها أفعلنا بل نُخضع أفعالنا ما شرعه لنا الله .. : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " المائدة 48.
" ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " الجاثية 18.
صحة الأثر
عن ابن عمر أنه كان إذا اشترى جارية كشف عن ساقها ووضع يده بين ثدييها وعلى عجزها وكأنه كان يضعها عليها من وراء الثياب
الراوي: نافع مولى ابن عمر المحدث: الألباني- المصدر:إرواء الغليل- الصفحة أو الرقم: 6/201
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى"أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بنعلي بن عفان ثنا ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا اشترى جارية كشف عن ساقها ووضع يده بين ثدييها وعلى عجزها ، وكأنه كان يضعها عليهامن وراء الثوب "
وقد صححه الألباني رحمه الله في إرواء الغليل .
" أن ابن عمر كان يضع يده بين ثدييها ( يعنى الجارية ) و على عجزها من فوق الثياب و يكشف عن ساقها " إرواء الغليل 1792 " صحيح "
* 13198 عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال قلت له الرجل يشتري الأمة أينظر إلى ساقيها وقد حاضت أو قال نعم قال عطاء كان ابن عمر يضع يده بين ثدييها وينظر إلى ساقيها أو يأمر به
* عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ومعمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر كان إذا أراد أن يشتري جارية فراضاهم على ثمن وضع يده على عجزها وينظر إلى ساقيها وقبلها . يعني بطنها .
* عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر مثله .
* عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن دينار عن مجاهد قال مر ابن عمر على قوم يبتاعون جارية فلما رأوه وهم يقلبونها أمسكوا عن ذلك فجاءهم ابن عمر فكشف عن ساقها ثم دفع في صدرها وقال : اشتروا .
قال معمر وأخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وضع ابن عمر يده بين ثدييها ثم هزها .
* عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر في السوق فأبصر بجارية تباع فكشف عن ساقها وصك في صدرها وقال اشتروا يريهم أنه لا بأس بذلك
* عبد الرزاق عن ابن عيينة قال وأخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وضع ابن عمر يده بين ثدييها ثم هزها .
* عبد الرزاق عن ابن جريج عن نافع أن ابن عمر كان يكشف عن ظهرها وبطنها وساقها ويضع يده على عجزها.
وقد استند بعض الفقهاء على هذا الأثر في عدة مسائل فقهية وبينوا جواز تقليب الجارية كما فعل بن عمر رضي الله عنه
والخلاصة أن الأثر صحيح .. والله أعلم
رد الشبهة
مما لا شك فيه إن الإسلام لم يأتي على مجتمع خالي من العبيد والجواري بل كانت تجارة الرق تجارة مشهورة يباع فيها الإماء والعبيد ، فقد كان الابتلاء موجود منذ القدم فهذا غني وهذا فقير وهذا صحيح وهذا مريض وهذا قوي وهذا ضعيف وهذا يُنجب وهذا عقيم وهذا حر وهذا عبد وهذا شقي وهذا سعيد، فلا نقول لماذا لأن هذا من حكمة الله ولا نقول عند حكمة الله إلا سمعنا وأطعنا " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " آل عمران 26.
وهذا من بلاء الله وامتحانه للناس " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " البقرة 155.
" لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" الشورى 49-50.
فلا نسأل الله عما أراد ولنعلم أن الله بكل شيء محيط " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " الأنبياء 23.
وقد حدد الإسلام أحكام للرقيق ولا يعني عدم وجود رقيق اليوم أن حكمها زائل فمتى وُجدت أسباب الرق وجب الأخذ بأحكامها كما بينها الشرع وأجازها الشارع .
والمتأمل في الأثر المنقول عن بن عمر رضي الله عنه يجد أن بن عمر رضي الله عنه قد مرّ على قوم يبتاعون جارية فلما رأوه وهم يقلبونها أمسكوا عن ذلك فجاءهم ابن عمر فكشف عن ساقها ثم دفع في صدرها وقال : اشتروا .
وذلك ليبين لهم ما هو جائز في تقليب الجارية عند شرائها، أي ليبين لهم ما يُجيز لهم الشرع عند شراء الجواري ، وكما أن الخاطب يجوز له أن يرى من خطيبته مالا يحق لغيره رؤيته وذلك لحاجة شرعية فإن للشاري أن يقلّب الجارية كما فعل بن عمر رضي الله عنها للحاجة الشرعية فحق له أن يفعل مالا يحق له فعله في حالة انقطاع السبب وهو الشراء ، وهذا كله إذا لم يُخاف الفتنة ، فمتى خيف الفتنة مُنع الأمر .
ls uf] hggi fk ulv vqd hggi uki ge]d hg[hvdm
المفضلات