بسم الله الرحمن الرحيم
إن جميع الخلق سيكلمهم الله مباشرة من دون ترجمان ولا واسطة، ويسألهم عن جميع أعمالهم: خيرها وشرها، دقيقها وجليلها، سابقها ولاحقها، ما علمه العباد وما نسوه منها، وذلك أنه لعظمته وكبريائه كما يخلقها ويرزقهم في ساعة واحدة، ويبعثهم في ساعة واحدة؛ فإنه يحاسبهم جميعهم في ساعة واحدة. فتبارك من له العظمة والمجد، والملك العظيم والجلال.
وفي هذه الحالة التي يحاسبهم فيها ليس مع العبد أنصار ولا أعوان ولا أولاد ولا أموال، قد جاءه فردًا كما خلقه أول مرة، قد أحاطت به أعماله تطلب الجزاء بالخير أو الشر، عن يمينه وشماله، وأمامه النار لابد له من ورودها، فهل إلى صدوره منها سبيل؟ لا سبيل إلى ذلك إلا برحمة الله، وبما قدمت يداه من الأعمال المنجية منها.
ولهذا حث النبي-صلى الله عليه وسلم- أمته على اتقاء النار ولو بالشيء اليسير، كشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
المرجع: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
للشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-
أسأل الله أن يصلح أحوالنا ويغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا
وأن يثبتنا ووالدينا على طاعتهlh phgkh td `g; hgd,l?
المفضلات