حديث أبي أمامة الباهلي :
أخرجه أبو داود في "السنن" (4681) – ومن طريقه أبو القاسم اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1618) ، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 178 و 179) – ، والبيهقي في "الشعب" (8605) عن محمد بن شعيب .
والطبراني في "المعجم الكبير" (8/177) – ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (2150) – ، وابن بطة في "الابانة" (846) ، والبيهقي في "الشعب" (8605) ، عن صدقة بن خالد .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/177) ، والبغوي في "شرح السنة" (3469) ، وابن عساكر في "تاريخه" (17/168) و (34/64) عن سويد بن عبد العزيز .
وابن عدي في "الكامل" (8/14) عن مسلمة بن علي.
والشجري في "الأمالي الخميسية" (2159) عن إسماعيل بن عياش .
كلهم من طريق يحيى بن الحارث الذماري ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
قلت : وهذا اسناد صحيح لذاته .
وقد ذكر ابن عدي في ترجمة مسلمة بن علي الخشني معه عدة أحاديث ، ثم قال : " وهذه الأحاديث عن يَحْيَى بْن الحارث وهو الذماري بهذا الإسناد ، ولا أعلم يرويه عن يَحْيَى غير مسلمة " . قلت : وهو متعقب بمن تابعه ورواه عن يحيى بن الحارث .
هل توجد متابعات للذماري ؟
وقد وقفت على متابعتين :
المتابعة الأولى : متابعة مكحول :
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/134) ، وفي "المعجم الأوسط" (9083) ، وفي "مسند الشاميين" (3447) ، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (2096) : حدثنا مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي ، ثنا منبه بن عثمان ، حدثني صدقة بن عبد الله ، حدثني النعمان يعني ابن المنذر ، عن مكحول ، ويحيى بن الحارث يعني الذماري ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن النعمان إلا صدقة ، تفرد به منبه بن عثمان " .
قلت : وهذا اسناد ضعيف جدا ، فيه :
1- مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي : قال الذهبي في "تاريخ الاسلام" (6/836) : " مجهول الحال " .
2- صدقة بن عبد الله السمين : وهو ضعيف منكر الحديث .
وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (1260) : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، حدثني أبي ، عن أبيه ، حدثني النعمان بن المنذر ، عن مكحول ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
قلت : فجعله راويا عنه ، وليس متابعا ، وهو أيضا واهي ، لأجل أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ضعيف صاحب مناكير وغرائب ، ويُراجع ترجمته من "ارشاد القاصي والداني" (ص 179) .
المتابعة الثانية : متابعة يزيد بن جابر :
قال ابن بطة في "الابانة" (845) : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: نا أبو عبيدة بن أبي السفر , قال: نا أبو أسامة , قال: نا عبد الرحمن , أن يزيد بن جابر , عن القاسم , عن أبي أمامة , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب لله وأبغض لله , وأعطى لله ومنع لله , فقد استكمل الإيمان " .
قال ابن صاعد : وما أراه إلا وهم في إسناده .
قلت : وهذا الوهم أعصبه بابن أبي السفر ، فمن خلال ترجمته من تهذيب التهذيب (1/48) ، ندرك أنه ليس في حال من يحتج بما ينفرد به .
قال الحافظ ابن حجر : "أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد الهمداني أبو عبيدة الكوفي . روى عن حجاج بن محمد وابن نمير وأبي أسامة وغيرهم .وعن الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو حاتم , وابن صاعد والسراج والحسين بن إسماعيل المحاملي. قال أبو حاتم: "شيخ", وقال مطين: "مات سنة 258". قلت: "وروى عنه أبو داود في كتاب "بدء الوحي" له , وقال النسائي: "ليس بالقوي", وذكره بن حبان في "الثقات " .
ملحوظة : في اسناد ابن بطة : (نا عبد الرحمن , أن يزيد بن جابر , عن القاسم) ، والصواب هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، فهو يروي عن القاسم بن عبد الرحمن ، وما أرى هذا الا تصحيفا .
قلت : وابن أبي السفر قد خولف ، خالفه محمد بن زياد بن فروة ، أخرجه أبو القاسم اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1714) أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال: نا محمد بن زياد بن فروة ، قال: نا أبو أسامة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : نا القاسم ، عن أبي أمامة ، قال : " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
قلت : وهذا اسناد منكر ، وابن فروة البلدي ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/84) ، وقال : "أبو روح محمد بن زياد بن فروة البلدي ، روى عن أبي شهاب الحناط ، روى عنه محمد بن طاهر البلدي وأهل الجزيرة " ، ومثله لا يحتمل تفرده !!
المفضلات