بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته وصحابته ومن اتبعهم باحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
يقول السؤال :
هل كان هناك خلق اخر يعيش على الارض قبل أدم عليه السلام اسمه النناس و انهم مثل الملائكة لكن بلا اجنحة فما صحة هذا الكلام لو كان هناك مخلوقات غير الملائكة او الجن أرجو ذكرها لى بالتفصيل ؟
الجواب بعون الله :
قد نقرأ كل يوم أو نسمع معلومات كثيرة منها الغث والسمين ومنها ما هو نافع وما لا فائدة منه ، ومنها الصحيح والمغلوط فنسأل الله أن يرزقنا العلم النافع ، ويبقى الميزان العقلي للتمييز بين هذا وذاك، فيكون الفاصل بينها الدليل منقولاً أو معقولاً أو يجمع بين كلاهما .
لقد قرأت أن هناك مخلوقات قبل آدم عليه السلام ، وهذا أمر صحيح فالجان كان مخلوقاً قبل الإنس وهذا ما دل عليه القرآن
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف 50.
فدلت الآية أن إبليس هو من الجن وهو من كان مع الملائكة قبل خلق آدم
و (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة 30
ويعنون بذلك الجن لما رأوه منهم من إفساد في الأرض وسفك للدماء
و( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) الحجر 26، 27.
وقد خلق الله الشجر والدواب قبل خلق الإنسان وهذا ما دل عليه الوحي ف :- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) البقرة 29.
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم : " خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل." أخرجه مسلم في صحيحه .
ولا شك أن الملائكة كان خلقهم قبل الإنس كما بينا في الآية 30 من سورة البقرة أعلاه وقولهم لله عز وجل "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ "
فكان الحديث قبل خلق آدم عليه السلام
وخلاف ذلك من مخلوقات لم يصل إلينا عن طريق الوحي ، وموضوع وجود مخلوقات النناس هو الخيال إلا إذا اعتبرنا أن تلك المخلوقات كانت من الدواب فلو كانت على غير ذلك لكانت من المكلفين بالعبادة وما ذكر الله لنا من المكلفين للعبادة إلا الجن والإنس بقوله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
وأما ما ذهبوا إليه بخيالهم أن تلك المخلوقات لها أجنحة وأنهم يشبهون الملائكة فكيف لهم بمعرفة شكل الملائكة ليعرفوا ما يشبههم ما لم يكن لديهم نص موحى به من الله يعلمهم بذلك فلا أقول إلا قول الله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف 19.
وإن كان هناك مخلوقات لم يخبرنا الله تعالى بهم فهذا أمر لا ينفعنا معرفته ولا يضرنا الجهل به وعلينا إنكار تلك المعلومة لعدم وجود دليل
والله أعلم
كتبه ذو الفقار 17\12\2010ig hgkkhs oEgr rfg N]l ugdi hgsghl ?
المفضلات