- مي عباس
لم يعد "النزوح" أمراً استثنائياً في باكستان، فلقد حولته الكوارث الطبيعية والحروب إلى تجربة اعتيادية خاضها بمرارة مئات الآلاف من الباكستانيين في أنحاء شتى من البلاد.
ويبدو المشهد في "وادي سوات" هذه الأيام أكثر سوءاً، فلقد فرض الإصرار الأمريكي على إبادة طالبان نفسه على الساحة الباكستانية، لتحل الحرب الأهلية محل اتفاقيات الصلح واللغة الدبلوماسية بين الحكومة الباكستانية وطالبان باكستان.
· المدنيون ضحايا
ويبدو أن الحكومة الباكستانية نسيت أن من واجبها حماية السكان من العواقب الوخيمة التي ستحل بهم جراء الحرب، أو ربما اعتبرت أن ذلك ضريبة وأمراً لا مفر منه مقابل القضاء على من تعتبرهم "واشنطن" الخطر الأكبر الذي يهدد العالم.
وقد وصل عدد النازحين من "وادي سوات" حتى الآن إلى 2.2 مليون شخص تعج بهم المخيمات التي تزداد يوماً بعد يوم، يفتقرون إلى جميع وسائل الحياة من غذاء وماء ومرافق، وقد نزحت عائلات كثيرة سيراً على الأقدام، مما يجعل الأزمة الإنسانية التي يعيشها لم يسبق لها مثيل منذ نزوح اللاجئين خلال حرب الإبادة في رواندا عام 1994، ـ على حد وصف المنظمات الأممية ـ.
· "أين إخواننا المسلمون؟"
تتواجد بالفعل عشرات المنظمات التنصيرية المتسترة بالإغاثة في باكستان ، على أتم الاستعداد لتشويش عقائد المسلمين ومساومتهم عقدياً عند كل كارثة تنزل بهم.
وفي مقدمة هذه المنظمات تأتي لجنة الإغاثة العالمية المسيحية المصلحة Christian Reformed World Relief Committee المعروفة اختصاراً بـ CRWRC، والتي أعلنت عن قدرتها على تقديم المساعدة لألفي أسرة فقط بسبب الأزمة المالية، فميزانيتها في الوقت الحالي 1.5 مليون دولار في الوقت الذي قدرت فيه الحكومة الباكستانية الأموال اللازمة لإغاثة النازحين بـ 500 مليون دولار.
وقالت مديرة برنامج إغاثة الكوارث في المنظمة " جريس ويبي" إنهم يوفرون الغذاء ومبردات المياه ووسائل القضاء على الحشرات للمشردين في المخيمات، بالإضافة إلى اعتزامهم إنشاء برامج إعادة تأهيل وخاصة للنساء والأطفال.
وأضافت "ويبي" إنها تسمع تساؤلات الكثيرين :أين إخواننا المسلمون، فالمسلمون يتساءلون لماذا المسيحيون هم الذين يقدمون دوماً الدعم لنا؟
وأشارت مديرة البرنامج إلى أن المهمة لن تكون قصيرة هذه المرة، لأن الحكومة مصرة على استمرار الحرب حتى القضاء على طالبان.
وفي هذه الآونة تعمل منظمة (كاريتاس) الكاثوليكية في صفوف النازحين، وصرح مديرها الأسقف "جوزيف كوتس" :" إن مهمتنا تقديم العون والمحبة والمساعدة جنباً إلى جنب مع تعاليم المسيح إلى كل المحتاجين".
· الأولوية للنازحين المسيحيين
وكنوع من الضغط العقدي على المسلمين في ظل هذه الظروف البائسة، تقدم المنظمات التنصيرية الباكستانيين المسيحيين في تقديم الإغاثة لهم، وعلى سبيل المثال: أعلنت منظمة (صوت الشهداء) أنها ستركز في جهودها الإغاثية على المسيحيين بزعم قيام الحكومة بالتمييز في معاملتهم.
لكن مدير المنظمة "تود نيتليتون" أكد في الوقت ذاته على العمل مع المسلمين، معتبراً أن: "الناس في خطر، لذا فسيكونون أكثر انفتاحاً للإنجيل، أكثر انفتاحاً للأخبار الجيدة عن محبة يسوع" ـ على حد قوله ـ.
كما أكدت جمعية "صندوق بارناباس" البروتستانتية والمعنية بما تصفهم بالمسيحيين المضطهدين، على أنها ستوفر إغاثتها للمسيحيين النازحين من "وادي سوات"، فقد صرح مدير الصندوق في موقعه على الإنترنت على أنهم سيقدمون العون بشكل خاص للمسيحيين لكونهم "الأفقر والأكثر تهميشاً".
· مساعدات إسلامية
وفي ظل الظلام التنصيري الذي يطبق على المشردين المسلمين تلمع ومضات في الأفق من دعم المسلمين لإخوانهم، فقد بادرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان بتنفيذ برنامج إغاثي للمتضررين في وادي سوات، كما قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مساعدات لنازحي وادي سوات. كما أرسلت المملكة العربية السعودية طائرة محملة بالمواد الإغاثية للنازحين بمحافظة "مالاكاند".
وتقوم جماعة الدعوة التابعة لـ"لشكر طيبة" بتقديم الدعم لمئات الآلاف من النازحين على الرغم من قيام الحكومة الباكستانية بحظر الجماعة تحت ضغوط دولية.lHshm hgkh.pdk lk ",h]d s,hj" jtjp aidm hglkwvdk
المفضلات