روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الشركة من صحيحه: من حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).
- تخريج الحديث:
الحديث أخرجه البخاري كما مر في كتاب الشركة (2493 )، وأخرجه أيضاً في كتاب الشهادات، باب القرعة في المشكلات ( 2686)، بلفظ: (مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها...) وأخرجه الترمذي في الفتن ( 2173) وأحمد (4/268)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/91)، (0/288)، وفي شعب الإيمان (7576) (6/91 - 92).
وأخرجه ابن حبان[(297) (1/532) - إحسان)]، وفي [(298) (1/533-534)] بلفظ: (المداهن في حدود الله والراكب حدود الله والآمر بـها والناهي عنها كمثل قوم استهموا...)، وفي [(301) (1/537)] بلفظ: (مثل المداهن في حدود الله والآمر بـها والناهي عنها كمثل قوم استهموا سفينة...).
- معاني المفردات[2]:
المثَل والِمْثل والمثيل: واحد ومعناه الشبيه.
حدود الله: المراد بالحدود هنا ما نـهى الله عنه، وأصل الحد في اللغة المنع والفصل بين الشيئين، ومنه حد الدار وهو ما يمنع الغير من الدخول فيها، والحداد الحاجب والبواب.
المدهن: من الإدهان وهو المصانعة والمحاباة في غير حق، ومنه قـوله عز وجل: ((ودوا لو تدهن فيدهنون)) [القلم:9].
استهموا: اقترعوا، والسهم في الأصل واحد السهام التي يضرب بـها في الميسر وهي القداح، ثم أطلق على ما يأخذه الفائز في الميسر، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سهماً.
خرقنا في نصيبنا خرقاً: الخرق هو الشق أو الثقب.
ينقر: من النقر وهو الحفر سواء كان في الخشب أوالحجر أو نحوهما، ونقر الطائر الشيء ثقبه بالمنقار.
أخذوا على أيديهم : أي منعوهم.
---------------------------------------------------------------------بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وكل من ولاه بإحسان الى يوم الدين اما بعد ...
فمن يتأمل هذا الحديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نرى وكأنه يصف حال مجتمعنا الان وما يطلق عليه بالديموقراطيه وحريه الفرد فى المجتمع وما ينادى به العلمانييون والعلمانيه فى زماننا الحاضر فهو يصف مجتمعنا ويشبهه بأننا فى سفينه منقسمين الى فرقتين الفرقه التى تسكن أعلى السفينه والفرقة التى تسكن فى بطن السفينه وتشبيه من يقيم حدود الله والمحافظون عليها هم من فى الاعلى والذين لا يريدون تطبيقها هم فى الاسفل دائما لانه لا يعلو شئ فوق الحق ولا فوق شرع الله ومهما نهق الاسفلون فهم دائما الخاسرون مهما قوت شوكتهم ومهما علوا فهذا العلو مهما طال فما لهم الا السقوط ونرى حال الذين فى بطن السفينه انهم يريدون ان يطبقوا الديموقراطيه والحريه بدون ضوابط او احترام لمن معهم فى المجتمع وهم من اعلى منهم فى السفينه وهنا تم تشبيه الحقوق بالماء التى لا غنى عنها وهم هموا بأخذ هذه الحقوق بدون مراعاة لما حولهم من أفراد او من خصائص المجتمع الذي يعيشون فيه فلقد هموا بخرق السفينه حتى لا يمروا على القوم الذين هم بالاعلى وان حاولوا فعل ذلك لهلك كل من فى السفينه ان لم يمنعهم عقلاء المجتمع والصالحين والمصلحون فيها وذلك إتماما لقول رب العزه (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ﴾ صدق الله العظيم
وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ".
* وأخرجه مسلم أيضا فى كتاب الفتن..وقال النووى فى شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : إذا كثر الخبث ) هو بفتح الخاء والباء , وفسره الجمهور بالفسوق والفجور , وقيل : المراد الزنا خاصة ,
فنرى فى الايه الكريمه انه من السهل على الله ان يهلك اى قرية اذا فسقت وطغت ويسلط عليها من أهلها ما يؤدى الى هلاكها وهذا لا يعارض حديث رسول الله ان القرى من السهل ان تهلك وفيها صالحون فهناك من يقول كيف يهلك الصالحون يهلك الصالحون لسكوتهم على هذا الفساد فى الارض فهم أهل الحق ومعهم الحق وشريعة الله ومنهجه فكيف يسكتون عن هذا وهم من يجب عليهم ان يقوموا هذا المجتمع ويعيدوه الى طريق الحق والهدايا وشرع الله ومنهجه وهذه الايه وهذا الحديث لا يتنافوا مطلقا مع الايه { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } هود 117 وشتان بين الصالحون والمصلحون
المصلحون فيما بينهم في تعاطي الحقوق; أي لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى يضاف إليه الفساد, كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان, وقوم لوط باللواط; ودل هذا على أن المعاصي أقرب إلى عذاب الاستئصال في الدنيا من الشرك, وإن كان عذاب الشرك في الآخرة أصعب. وفي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده).
وقيل: المعنى وما كان الله ليهلكهم بذنوبهم وهم مصلحون;
فما أحوجنا اليوم الى المصلحون الصالحون الذين يقيمون شرع الله ومنهجه الذى لا عوج فيه او انحراف او اهدار للكرامه او نزع للحريات او حكر على رأى أحد او إهانة لفرد او دين او عرق فهذه هى الحريه , الحريه ذات الضوابط الشرعيه التى تشعر الفرد بأداميته وسبحان من قال
"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " الاعراف
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* أرجو من الاخوه الافاضل مراجعة ما كتبته لانه من رؤيتى الشخصيه الا شرح الايات .. نفعنا الله وإياكمp]de hgstdki dwt phg Hig hgl]dki >>> vcdm aowdm
المفضلات