رد الأخ أبو حمزة السيوطى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد ,,
فأستاذ رامي تحية طيبة
أستاذي سيتم الرد على حديث حديث وبعد الانتهاء من رد واحد ننتظر تعليقك وبعدها ننتقل لغيره
حتى يكون الحوار منظماً مفيداً
أولا بالنسبة لحديث المرأة التي دخل عليها النبي صلى الله ليه وسلم فيه تحريف بالنص فقد نقلت حضرتك أنه وضع يده عليها لتسكت !
ولكن الصحيح أنه وضع يدخه عليها لتسكن بالنون يطمأنها ويهدئ من روعها .
وبالنسبة لاعتراضاتك أقول :
أستاذنا لاعلاقة بهذه الآية وبالحديث فالآية تتحدث عن المرأة التي تطلب الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم وتتحمل مشاق ذلك وتهب نفسها بلا مقابل ..
أما الحديث فيتكلم عن امرأة أسلمت حديثاً مع قومها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كما دلت على ذلك الروايات الأخرى
فقد ذكرها ابن حجر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة (7/515) قال :
أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية ذكرها البخاري في كتاب النكاح تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قالا تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أميمة بنت النعمان بن شراحيل فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ... الحديث
فهي زوجته وظاهر جداً من سياق القصة أنها زوجته فقد أرسلها إليه أهلها ومعها دايتها وأنزلوها في بيت يليق بها وأنه دخل عليها بمعنى ليلة عرسها أوليلة الدخلة وهذا دارج حتى في كلامنا دخل ودخلتي وهكذا .
وقال الطحاوي في بيان المشكل :
فكان جوابنا له في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن دخوله على تلك المرأة إلا وهي له زوجة قبل ذلك وعلى ذلك كان أبو أسيد جاء بها وكان قوله بعد ذلك هبي لي نفسك على معنى مكنيني من نفسك لا على استئناف تزويج يعقده له على نفسها وكيف يجوز أن يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شريعتنا أن لا يخلو رجل بامرأة ليس منها بمحرم ومما يحقق ذلك ما قد قلنا إنه صلى الله عليه وسلم خرج عنها على الطلاق منه لها والفراق منه إياها ولا يكون ذلك إلا عن تقدم تزويجه إياها وبالله التوفيق
وقد عُرضت عليه من قبل قومها لما أسلموا كما في فتح الباري (9/358)
وكأنهم أرادوا تزويج ملكتهم أو بنت ملكهم أو كبيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم تكريماً له وقد كان ذلك خارج عن إرادتها فلما دخل عيها النبي قال مكنيني من نفسك كما سبق فقالت وهل تهب الملكة نفسه للسوقة ..
قال ابن حجر في الفتح (9/358) :
السوقة بضم السين المهملة يقال للواحد من الرعية والجمع قيل لهم ذلك لأن الملك يسوقهم فيساقون إليه ويصرفهم على مراده وأما أهل السوق فالواحد منهم سوقي قال بن المنير هذا من بقية ما كان فيها من الجاهلية والسوقة عندهم من ليس بملك كائنا من كان فكأنها استبعدت أن يتزوج الملكة من ليس بملك وكان صلى الله عليه و سلم قد خير أن يكون ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا تواضعا منه صلى الله عليه و سلم لربه ولم يؤاخذها النبي صلى الله عليه و سلم بكلامها معذرة لها لقرب عهدها بجاهليتها .
فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده عليها لتسكن وتهدأ رحمة منه بها فاستعاذت منه فتركها وقال لتابعيه ألحقوها بأهلها وأعطوها كذا وكذا ..
وهذا دليل آخر أنه تزوج بها فلما رأى منها اعتراضها تركها وأهداها وأمر تابعيه بإكرامها وتوصيلها لأهلها ..
وهذا الحديث لو تأملت فيه بإنصاف لرأيت عظمة خلق النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته وكرمه وإنصافه ..
وهذا شرح مبسط وابتعد عن ذكر الروايات حتى لا تطول المشاركة جداً
في انتظار تعليقك أستاذ رامي
المفضلات