كي يتصدى الجسم للأمراض لا بد من أن يتمتع بجهاز مناعة قوي يحارب الفيروسات والميكروبات لتحقيق ذلك إليكم
يمكننا زيادة مناعة الأطفال في مقاومة الأمراض بعدة خطوات يجب اتباعها وتطبيقها في آنٍ واحد وهي:
أولاً: الاهتمام بتقديم الخضراوات والفاكهة في طعام الطفل·
يجب على الأم تقديم الكثير من الخضراوات والفاكهة في طعام طفلها، لأن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لتكوين المناعة الطبيعية، وتقوم الفيتامينات بدور مهم في قيام جهاز المناعة بوظيفته على الوجه الأكمل·
ولقد لوحظ أن نقص فيتامين (أ) ينتج منه ضمور في الغدة <الثيموسية>، ويصاحب ذلك قصور في وظائف الخلايا المناعية، كما أن باقي الفيتامينات مثل: (ج)، (ب2)، (ب21)، وحمض الفوليك، كلها تؤثر سلبياً على نشاط الجهاز المناعي عندما تنخفض كميتها بالجسم، كما أن نقص الأملاح المعدنية مثل الحديد والنحاس والزنك يقلل من نشاط جهاز المناعة·
ولقد وجد أن أكثر المواد الغذائية تأثيراً على المناعة هي المواد الدهنية، فمثلاً ارتفاع نسبة الكوليسترول يعمل على إضعاف جهاز المناعة، وعلى ذلك فإن الإقلال من المواد الدهنية والإكثار من الخضراوات والفاكهة التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية يوفر ظروفاً مناسبة لأداء الجهاز المناعي لدوره بكفاءة عالية·
ثانياً: الاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن مصادر العدوى·
وهذا من شأنه منع انتشار الجراثيم المسببة للأمراض، وهذا لا يعني زيادة مناعة الطفل، ولكنها طريقة مثلى لتقليل الضغط على الجهاز المناعي للطفل·
ويعتمد ذلك على تعليم وتعويد الطفل على اتباع العادات الصحية السليمة ومراعاة قواعد النظافة العامة والصحة العامة مثل: غسل الأيدي قبل الأكل وبعد قضاء الحاجة وبعد اللعب، وتغطية الفم والأنف عند السعال، والتخلص من إفرازات الفم والأنف في المناديل الورقية، وعدم الاستخدام المشترك للأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو الفوط أو المناديل··· إلخ·
كما يجب نظافة الطعام والشراب، ومكافحة الحشرات الناقلة للأمراض، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والاهتمام بتهوية غرف المنزل، وتجنب الاختلاط بالمرضى، واستشارة الطبيب دورياً أو عند ظهور أي عرض مرضي·
ثالثاً: ضرورة النوم الهادئ والمريح للطفل·
أكدت الأبحاث الطبية الحديثة أن خلايا الجسم تتجدد في أثناء النوم، حيث اتضح أن معدل هرمون النمو الذي يساعد على تكوين البروتين الخاص ببناء الأنسجة يزيد، كما يقل معدل الهرمون الذي يسبب هدم الخلايا وتحللها، كما ثبت علمياً أن النوم العميق له تأثير إيجابي على الصحة العامة·
وتؤكد الأبحاث العلمية كذلك أن التغيير في عدد ساعات النوم يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وعلى الأم أن تعلم أن الطفل حديث الولادة يحتاج إلى 18 ساعة على الأقل من النوم الهادئ، ويبدأ تدريجياً في تقليل ساعات نومه، ففي السن الأكبر قليلاً يحتاج من 12 إلى 13 ساعة، وفي سن قبل المدرسة يحتاج إلى 10 ساعات فقط·
رابعاً: لا ··· للتدخين السلبي!·
ثبت أن دخان السجائر يحتوي على مواد يمكن أن تقتل خلايا الجهاز المناعي، فلقد ثبت في الدراسات الحديثة أن مادة <النيكوتين> لها تأثير مدمر على خلايا الجهاز المناعي، فهو يثبط الجهاز المناعي ويدغدغه بحيث يجعله مهيأً للإصابة بالأمراض المناعية المختلفة مثل: <مرض السكر>·
وقد ثبت كذلك أن الطفل يكون أكثر عرضة من الكبار للآثار الضارة للتدخين السلبي لأنهم ببساطة يتنفسون بمعدلات أكبر، والتدخين يؤثر أيضاً على نمو الذكاء عند الأطفال، فإذا لم تكن لدى الأب المدخن القدرة على الامتناع عن التدخين فعليه على الأقل الامتناع عن التدخين داخل البيت·
خامساً: الأدوية للضرورة فقط·
يجب على الأم الامتناع عن إعطاء طفلها أي أدوية إلاَّ عند الضرورة القصوى وبمشورة طبية من طبيب متخصص· فقد تلجأ الأم إلى المضادات الحيوية مثلاً عند تعرض طفلها لأي نزلة برد، فهذا خطأ كبير، فالمضادات الحيوية لا توصف إلاَّ للأمراض البكتيرية ولكن أغلبية أمراض الأطفال تكون نتيجة فيروسات· وبعض الأمهات يعتقدن أن المضاد الحيوي لن يضر طفلها إذا لم يفده، ولكن الحقيقة أن المضاد الحيوي وباقي الأدوية تضر بالأطفال ضرراً بالغاً لأنها تقلل من كفاءة الجهاز المناعي·
سادساً: ضرورة تطعيم الطفل ضد الأمراض المعدية الخطيرة·
تمكن العلماء في القرن العشرين من استخدام وسائل حديثة أمكن بوساطتها تدعيم جهاز المناعة، وزيادة كفاءته في مواجهة قوات الغزو الميكروبي· وتم ذلك عن طريق التطعيم ضد الأمراض المعدية الخطيرة، لذا يجب على الأم تنفيذ برامج تحصين الأطفال وتطعيمهم ضد الأمراض المعدية وبخاصة الدرن وشلل الأطفال والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة والالتهاب الكبدي الوبائي، وذلك في المواعيد المحددة لكل تطعيم·
سابعاً: ضرورة الرضاعة الطبيعية لأطول مدة ممكنة·
يجب تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية لأطول مدة ممكنة، لما لها من أهمية قصوى ولا عجب، فقد أودع الله سبحانه وتعالى لبن الأم آيات كثيرة نذكر بعضها فيما يلي:
1 ـ يحتوي لبن الأم على كل العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل من بروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح معدنية وغيرها، والتي لا تتوافر بالمعدلات نفسها في أي لبن صناعي·
2 ـ لبن الأم يلبي حاجات الطفل حسب عمره وحجمه· كما أنه يرفع نسبة الذكاء عند الطفل، بل في لبن الأم بعض الهرمونات التي تساعد على تنمية الشعور بالارتباط بين الرضيع وأمه، وبه هرمونات تساعد على تجنب التخلف العقلي·
3 ـ يحتوي لبن السرسوب أو لبن المسمار، الذي يفرز بعد الولادة مباشرة على (3) ملايين كرة من كرات الدم البيضاء في المللميتر الواحد وهذه هي الخلايا المتخصصة في حماية الجسم من الميكروبات، كما يحتوي على تركيز عال من الخلايا الالتهامية المناعية وهي من أهم أنواع الخلايا المناعية، ولقد وجد العلماء أن هذه الأجسام المناعية التي يحتويها هذا السائل العجيب تحمي الطفل حتى سن سنتين بإذن الله·
4 ـ يحتوي لبن الأم على كمية عظيمة من الأجسام المناعية التي تقي الطفل من كثير من الأمراض المعدية الخطيرة وبخاصة أمراض الجهاز الهضمي كالنزلات المعوية والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي كالالتهاب الرئوي وأمراض الحساسية كالربو الشُعبي والإكزيما وغيرها، ومن أمثلة هذه الأجسام المناعية: الخلايا الليمفاوية، والخلايا البيضاء الآكلة، والأكتوفيرين، وعامل (بفيدس)··· ثم الجسم المناعي (A) أو (الأمينوجلوبيولين أ) والذي يعد من أهم الأجسام المناعية المضادة التي يحتويها لبن الأم، ولا غرو فهو يعمل ضد الكثير من البكتيريا وبخاصة ميكروب الكوليرا وضد الكثير من الفيروسات وأشهرها فيروس شلل الأطفال الخطير·
5 ـ أوضحت النشرات الطبية الحديثة أن لبن الأم يحتوي على الكثير من المواد المهمة منها (6) مواد مضادة الجراثيم··· و(8) عناصر مضادة للالتهابات··· و(4) عوامل مقوية للجهاز المناعي لدى الطفل!·
6 ـ ناهيك عن أن لبن الأم سهل الهضم والامتصاص بالنسبة للطفل··· ومتوافر طوال الأربع والعشرين ساعة يومياً··· ولا يتطلب إعداداً خاصاً··· ولا يُحمَّل الأسرة أي نفقات··· وهو معقم ويصل إلى الرضيع في درجة حرارة مناسبة، ثم هو مكيف، فهو بارد صيفاً دافئ شتاء، ثم هناك مميزات أخرى لم تكتشف بعد!·
وسبحان الله الخالق المبدع العظيم القائل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) فصلت:35·;dt kvtu lkhum hg'tg
المفضلات