الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ،
ربما يجادل المجادلون من النصارى في نص بولس الشهير في رو 3 : 7 : [ فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ ] ، من جانب فهم مقصود بولس من النص ومؤدى قوله الذي شمله مبتدأ كلامه لمنتهاه ، وما إلى ذلك .
لكن هؤلاء تقصر بهم همتهم في الذود عن نية بولس عن أن ينفوا رسوخ هذه الفكرة في إيمان بولس وعقيدته ، أو أنه نأى بجانبه عنها في الجانب العملي من نشاطه التنصيري ، فتصبح في النهاية قولاً من القول لم تنله حجة المحتجين عليه إلا بما لا يسوء في ميدان الكلام .
أقول قالتي تلك وقد أضع يدي الآن على كلام لبولس إنما هو شقيق نص رومية ، وقد أتى فيه موضحاً مفسراً قاطعاً لسانَ كل متأول ، ومبطلاً لحجج القوم في تفسيرهم لنص رومية ، إذ إن هذا من ذاك وذاك من هذا ، ومؤدى النصين واحد ، فلا يكونان إلا من فكرة راسخة ، وعقيدة مستحكمة ، عقيدة الكذب والنفاق .
يقول بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس ، الإصحاح التاسع : 19 : 23 : (الترجمة المشتركة) :
( أنا رَجُلٌ حُرٌّ عِندَ النّاس ِ، ولكِنِّي جَعَلْتُ مِنْ نَفسي عَبدًا لِجميعِ النّاس ِ حتّى أربَحَ أكثرَهُم. 20 فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيّاً لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ، 21 وصِرتُ للَّذينَ بِلا شريعةٍ كالّذي بِلا شريعةٍ لأربَحَ الّذينَ هُمْ بِلا شريعةٍ، معَ أنَّ لي شَريعةً مِنَ اللهِ بِخُضوعي لِشريعةِ المَسيحِ، 22 وصِرْتُ لِلضُّعفاءِ ضَعيفًا لأربَحَ الضُّعَفاءَ، وصِرتُ لِلنّاسِ كُلِّهم كُلَّ شيءٍ لأُخلِّصَ بَعضَهُم بِكُلِّ وسيلَةٍ. 23 أعمَلُ هَذا كُلَّهُ في سَبيلِ البِشارَةِ لأُشارِكَ في خَيراتِها )
فهو يعلنها ويطيرها في الآفاق : أن لا حرج عليه عند نفسه أن يكون يهودياً ، أو صاحب شريعة ، أو حتى ملحداً كافراً ، ليكسب قلوب الناس لربه !!
فما يكون النفاق والكذب البهتان على الله إن لم يكن فعل بولس ؟!
والحمد لله رب العالمين .jrdm f,gs K hg;`f fhsl hgvf
المفضلات